يبدو أن المخرج التايلندي ويك كاوساياناندا مصراً على الالتزام بتجسيد فكرة «الانتقام» في أي عمل يقدمه، لتشكل الفكرة تيمة رئيسة في معظم أفلامه وإن لم يزد عددها على أصابع اليد الواحدة، آخرها فيلم «زيرو تولرانس» وهو من تأليفه وإخراجه.
أحداث الفيلم تؤكد حقيقه رفض كاوساياناندا مغادرة أتون فكرة «الانتقام»، فما كاد أن ينتهي من تقديم فيلمه «تيكن: مان كولد اكس» الذي يلعب بطولته الممثل كين كوسوجي وعرض العام الماضي، حتى عاد إلى المربع ذاته مرة أخرى بفيلم جديد وسيناريو يكاد أن يكون مختلفاً في شخصياته وحبكته التي أضاع المخرج بوصلتها تماماً قبل أن يصل بفيلمه الى النصف، ليقدم لنا الأكشن الباهت الذي أفقد الفيلم توازنه، ومبتوراً في نهاية حكايته التي تدور حول عميل استخبارات يظهر مجدداً على الساحة بعد اختفائه لسنوات، سعياً للانتقام من أعدائه بعد قتلهم ابنته الوحيدة «انجيل» التي قطع لها وعداً بحمايتها، ليكتشف أن ابنته امتهنت بيع الهوى، وهو أمر لم يكن يتخيله أبداً.
هل نحن أمام فيلم أميركي أم تايلندي؟ سؤال قد تطرحه على نفسك بمجرد خروجك من الصالة، فعلى الرغم من أن الفيلم أنتج بأموال أميركية وافتتاحيته تبدأ من أميركا، إلا أن أحداثه بشكل عام ومكان وقوعها وشخصياته الرئيسة جاءت تايلندية، مع وجود اثنين من نجوم هوليوود هما سكوت ادكنز (شخصية ستيف) وغاري دانيلز (شخصية سامي)، اللذين ضاع مجهودهما في زحمة الأحداث التي سيطر عليها زملاؤهم التايلنديون وأبرزهم الممثل داستن نجوين (شخصية جوني).
هل هو فيلم أكشن أم لا؟ سؤال آخر قد تسأل عنه بمجرد ظهور التتر الأخير للفيلم، فعلى الرغم من محاولته تقديم كافة مشاهد الأكشن والقتال على طريقة هوليوود، إلا أن كاوساياناندا فشل في تقديمها بطريقة مقنعة للمشاهد، بسبب إصابتها بالبرود، لتأتي كافة هذه المشاهد على شاكلة «أكشن» الأفلام الآسيوية والهندية.
هذا البرود انسحب أيضاً على أداء الممثلين أيضاً، الذي جاء باهتاً جداً ومصطنعاً، فلم يتمكنوا أبداً من تقديم مشاهد حقيقية تعكس الحزن أو الخوف أو حتى المفاجأة، فمثلاً بدت ردة فعل الممثل داستن نجوين (شخصية جوني) باردة جداً عندما علم بمقتل ابنته، فلم تظهر معالم الحزن عليه أو التأثر، على عكس ردة فعل اسكوت ادكنز وغاري دانيلز، حيال الخبر نفسه. من جهة أخرى، لم يكن ويك كاوساياناندا موفقاً في تقديم مشاهد فيلمه، فقد جاءت انتقالاته بينها سريعة، وغير مترابطة، ما أفقد الأحداث توازنها.
معلومة
• تمثيل: داستن نجوين، اسكوت ادكنز وغاري دانيلز
• التقييم: *****