دراما ثقيلة الوزن أطل بها المخرج ليني أبراهامسون في «رووم» الذي مكنه من توظيف الدراما النفسية المثيرة، استند فيه إلى رواية واقعية تحمل الاسم ذاته للكاتبة إيما دونوغو.

الفيلم يدور حول الصبي جاك البالغ من العمر 5 أعوام، ويعيش في كنف والدته المخلصة «ما» (الممثلة بيري لاريسون) في وضع يكاد يكون أبعد عن المنطق، حيث الاثنان محاصران في مكان صغير أشبه بغرفة كما اعتادت والدة جاك أن تسميه، وداخلها استطاعت أن تخلق عالماً كاملاً يوازي ما هو موجود خارج أسوار الغرفة، إلا أن الفضول ظل ينمو داخل «جاك» حول وضعهم، لتضع والدته خطة محفوفة بالمخاطر من أجل الفرار وولدها من الغرفة، ليأتي الفيلم خليطاً من الإثارة النفسية وقصص الحب.

«فيلم يمكن رؤيته من زوايا عدة»، بهذا التعبير حاولت الممثلة بيري لارسون وصف الفيلم، ووصفت، في حوار معها أجرته الشركة المنتجة للفيلم وحصلت «البيان» على نسخة منه، الفيلم بأنه «تجربة إنسانية مثيرة»، معتبرةً أنها تعبّر عن طريقه مثلى للعثور على الحب.

انتصار الحب

«تمكنت بيري لارسون من لعب دور مثير في هذا الفيلم»، وصف أجمع عليه النقاد للتعبير عن قدرة بيري لارسون على لفت انتباه الجمهور إلى موهبتها ودورها في فيلم «رووم»، وفي حديثها أبدت لارسون إعجابها بردة فعل الجمهور حيال الفيلم. وقالت: «أعتقد أن ذلك دليل على ما أحدثه الفيلم في نفوس من شاهدوه، فالفيلم يتميز بتعدد الزوايا التي يمكن من خلالها رؤيته».

وأضافت: «في تقديري، الفيلم يدور حول كيف نحن البشر، وهنا تكمن جماليته، فبالبعض رأى فيه قصة حب من خلال العلاقة الحميمية والروابط التي جمعت الأم بابنها، وبالتالي فالحب هو المنتصر في النهاية، في حين أن هناك من فوجئ بالنتائج التي يمكن أن نصل إليها في حالة الصدام بين الوالدين، وهناك من وجد في الفيلم مساحة للتأمل، وآخرون نظروا إليه من ناحية الصداقة، وغيرها، ولذلك أعتقد أن أي نظرة للفيلم تتوقف على طبيعة الخلفية التي يأتي منها مشاهد الفيلم، وما يبحث عنه، وهنا تكمن قوة القصة في قدرتها على لمس دواخل البشر بطرائق مختلفة».

أبحاث

لأجل هذا الدور، أكدت لارسون أنها اضطرت إلى التواصل مع مجموعة من المختصين في هذه المجالات، للتعرف إلى كيفية التعامل في مثل هذه الحالات. وقالت: «كان علي التواصل مع مختصين ومع آخرين لديهم تجربة العزل لفترات طويلة، واضطررت إلى البحث إلكترونياً عن أبحاث تدور في هذا الجانب، كما تواصلت مع اختصاصي صدمات نفسية، على مدى أيام عدة، وحاولت خلالها أن أفهم طبيعة التأثيرات النفسية والعقلية التي يمكن أن تحدث لأي شخص يعيش حالة انعزال تام عن العالم». وأضافت: «واجهني الكثير من التحديات خلال عملي في هذا الفيلم، لعل أهمها تجسيد حالة الخوف والإثارة في الوقت نفسه، ما جعلني أشعر أحياناً بأنني عضو في لعبة «الاستغماء»، وأن علي البحث عن هذا الشعور بين الفترة والأخرى».

طفولة

وبرغم الأبحاث التي أجرتها وتواصلها مع المختصين، فإن لارسون حاولت تخيل تجربة «الانعزال» بشكل حقيقي، لتتمكن من اكتساب خبرتها، وفي ذلك قالت: «حاولت جاهدة تخيل وضع إنسان معزول عن العالم مدة 7 سنوات، ولأتمكن من ذلك عدت في ذاكرتي إلى طفولتي، عندما انتقلت بنا والدتي من منطقة سكارمينتو إلى لوس أنجلوس، وكنت آنذاك في عمر السابعة، وأذكر أننا اضطررنا إلى العيش في غرفة واحدة فترة طويلة، واجتهدت والدتي في تحويلها إلى عالم واسع برغم ضيقها، وبدأت أتذكر ما حدث معنا عندما وقع الطلاق بين والدي ووالدتي، والآثار النفسية التي تسبب فيها هذا القرار، وأعتقد أن هذا الأمر ساعدني على تجسيد الدور في هذا الفيلم».

 مهرجان فيلادلفيا يبحث عن مشاركة شرق أوسطية

يكتسب المتابع لدورات مهرجان دبي السينمائي الدولي من خلال وجوده اليومي فيها، خبرة أو مهارة في تمييز زوار المهرجان المعنيين بصناعة الأفلام، ومثال على ذلك قراءتنا عدداً من الوجوه خلال وقوفنا ظهيرة اليوم الأول ضمن طابور طويل أكثر من ساعة من الزمن، للحصول على بطاقة التسجيل في المهرجان.

وفي فترة الاستراحة التي يذهب فيها الجميع إلى مدينة الجميرا، كان لا بد لنا من متابعة عدد من الشخصيات للتأكد من حدسنا، وبلا تردد توجهنا إلى الطاولة التي كان يجلس عليها رجل يعتمر قبعة فرنسية برفقة آخر، ولم تكن ملامحهما تنم عن جنسيتهما.

بدأ اللقاء بسؤالهما بالعربية عن دافع وجودهما في المهرجان، لنكتشف أنهما من الولايات المتحدة وأول مرة يزوران دبي. تحدث في البداية ثورن كاردويل قائلاً: «أنا وصديقي مايكل فيغان من فيلادلفيا، وقررنا هذا العام حضور مهرجان دبي الذي جذبنا إليه ما كتب عنه في الإعلام، خاصة أنه مهرجان عالمي».

صناعة مختلفة

ويتابع كاردويل: «أعد أنا وزميلي لمهرجانين سينمائيين في بلدنا خلال العام المقبل، وأتينا لنكتشف صناعة سينما مختلفة وجديدة من الشرق الأوسط، بهدف التعرف إلى صناعة أفلامه، والتعرف إلى ثقافته وفكره وشؤونه وقضاياه، خاصة في المرحلة الحالية التي نحتاج خلالها، أكثر من أي وقت مضى، إلى مد جسور التواصل والحوار بين الثقافات».

وهنا يبتسم زميله فيغان ويقول: «يقدم مهرجان دبي فرصة ذهبية لنا للاطلاع على أفلام من منطقة الشرق الأوسط لا يتاح لنا مشاهدتها في الغرب، وعليه فإن تركيزنا خلال أيام وجودنا الخمسة على أعمال صناع السينما الشباب، وتعرُّف تجاربهم، سواء من تونس أو الجزائر أو لبنان والأردن وغيرها».

اختيار أفلام

ويضيف كاردويل: «سنركز خلال زيارتنا أيضاً على سوق دبي السينما، والتعرف إلى آلية توزيعهم للأفلام، والجهات المعنية بها. وسنحاول خلال وجودنا مشاهدة أكبر قدر ممكن من الأفلام العربية، بهدف اختيار عدد منها للمشاركة في المهرجانين اللذين نعد لهما، وفي الوقت نفسه إتاحة الفرصة للمبدعين الشباب للوصول إلى جمهور مختلف في الغرب».

وينتقل كاردويل إلى الحديث عن طبيعة المهرجانين المقبلين قائلاً: «توجهنا الجديد الذي نعدّ له، يشمل صنّاع الأفلام الشباب والمفهوم الجديد للأفلام الذي بات حاضراً بقوة في قنوات التواصل الاجتماعية التي يصل إليها جمهور واسع من مختلف بلدان العالم، خاصة أن الشباب تحرروا قبل سنوات من أسر صندوق التلفزيون».

وبحماس يضيف فيغان: «مهرجاننا شامل من الأفلام الروائية إلى القصيرة والتسجيلية وغيرها، ونحن نأمل باختيار الأفلام الشائقة التي ستشكّل إضافة جديدة لجمهورنا في فيلادلفيا، ونتمنى أن نشارك في الكشف عن العديد من الأعمال المهمة التي تعيد إلى الذاكرة تجارب سابقة، كما حدث مع بدايات اكتشاف صناعة الأفلام في رومانيا التي أخذت مع مضي الوقت مكانة بارزة في هذا العالم».

 

 "بلال".. عرض أول اليوم

يشهد جمهور المهرجان، اليوم، العرض الأول لفيلم الأنيمشن «بلال» الذي سيقام في مسرح مدينة أرينا بجميرا، وأكدت الشركة المنتجة للفيلم أن عدداً من نجوم الفيلم سيكونون على سجادته الحمراء، ومن بينهم الممثل أديوالي أكينيوي أباجي الذي يؤدي دور بلال في الفيلم، والممثل الشاب جايكوب لاتيمور الذي يؤدي دور بلال صغيراً. كما يتوقع أن تحضر أيضاً نجمة ديزني الموهوبة تشاينا آن ماكلين التي تؤدي دور «غفيرة» أخت بلال الصغرى، إضافة إلى مخرج ومنتج الفيلم أيمن جمال.

أحداث الفيلم تدور قبل 1400 عام تقريباً، حول صبي يجد نفسه مع أخته تحت طغيان العبودية. حلم بلال الطفولي هو أن يكون فارساً مغواراً، ويظل هذا الحلم يراوده، ليقوى على أن يقول كلمة الحق في وجه الظلم، تلك الكلمة التي حرّرت بلال والكثيرين من بعده أجيالاً وقروناً أخرى. وفي ذلك، قال المخرج أيمن جمال: «على الرغم من أن أحداث الفيلم تدور في الماضي، فإن سيرة بلال تنبض بالحياة إلى يومنا هذا، وهي قدوة لكل شخص في أي زمان ومكان».

وأضاف: «قصة بلال هي عن الإيمان والكفاح وعزة النفس. من يعرف بلال، يعرف أن للأمل وجوداً». هذا، وصرّح منتج العمل أيمن جمال عن سعادته بأن يفتتح الفيلم في دبي التي شهدت تطوير الفيلم، وقال: «يسعدني أن أحتفل بفيلم بلال في مهرجان دبي السينمائي».

وأضاف: «بلا شك، إن شجاعة وإصرار بلال أثرت في كل فريق العمل، وألهمتنا قصته بأن نقدم أفضل ما لدينا لإبرازه للعالم بالشكل اللائق، وتقديم جودة لم يسبق أن شوهدت من قبل في أفلام من منطقتنا، ليحظى بتلك المكانة التي يستحقها بين الأفلام العالمية».

توتر

أشارت لارسون، في إطار ردها على سؤال عن علاقتها مع المخرج ليني لارسون في الفيلم، إلى أنه تميز بالمرح طيلة فترة التصوير، وقالت: «لقد كان طوال الوقت حريصاً على رسم الابتسامة على وجه الجميع في الموقع، وأعتقد أن ذلك جعل التصوير حيوياً، وأسهم في تخفيف مشاعر التوتر التي كنا نصاب بها أحياناً خلال التصوير».