ما ان يبدأ الزائر جولته في معرض (شكرا للشمس المتألقة)، للفنان الإماراتي جلال لقمان، الذي افتتح مساء أول أمس في غاليري (آرت سوا)، حتى يدرك بأنه ينتقل إلى أجواء ملحمية أسطورية من جحيم دانتي، إلى كائنات من عوالم أخرى، وأشباح وشخوص بلا هوية أو ملامح، والقريبة من عوالم الأدب وأفلام حرب النجوم كشخصية فرنشكتين، ومخلوقات الفضاء وغيرها.

تتميز أعمال لقمان العشرين في معرضه الذي يستمر حتى ‬24 مايو المقبل، بتنوع موضوعاتها وتباين أساليبها، بين الأعمال المغرقة في أدق التفاصيل من جهة، كآلات ووجوه وعنكبوت وساعة، ويد معروقة وفم مطبق بالبراغي، وقلم يتحول بين يدي المكتوم إلى سيجارة. ومن جهة أخرى اللوحات الضبابية القريبة من أجواء الفن الانطباعي والواقعية السحرية، أو بالأحرى الواقعية السريالية بألوانها وأجوائها وضربات اللون الأشبه بضربات الفرشاة.

وأبرز ما في تلك المجموعة، لوحة (أسير زمن ماضيه) لشخص في حالة من الكآبة والعزلة والاستسلام بتهدل كتفيه وبطنه البارز أمامه والألوان الحارة الضاغطة التي تحيط به أو تحاصره، ولوحة (مشاغب من زمن ماضٍ) لشخص هزيل لم يبق من شره وأذاه سوى ذاك البريق في عينيه مقابل قميصه المتهدل وبنطاله المستهلك (المكحوت) بالبياض، إلى جانب الشخوص الأخرى المطلة إما من بيوت الأشباح، أو ذاكرة ودهاليز الكوابيس. ومن جهة ثالثة أجواء الرسومات المصور كما في لوحة (على المنعطف) حيث يعيد وجه المتخفي إلى الذاكرة شخصية (فرانكشتاين) المرعبة.

اعتمد لقمان في تنفيذ مجموعته على التقنيات الحديثة في الفن ابتداء بالرسم على الكمبيوتر حيث قطع شوطاً كبيراً أوصله بعد مضي ‬21 عاماً إلى خصوصية في التميز. وكذلك الأمر مع الطباعة الرقمية. كما يتجلى في منحوتته المعدنية (المارد الخفي) عوالم قصص الطفولة التي تبهر أكثر مما ترهب والتي يجنح فيها الفكر إلى التضخيم والمبالغة في التصورات، التي يجدها الزائر في المارد الخفي الحرشفي الملمس المصنوعة من الستيل (المغلفن) والذي يصل ارتفاعه إلى ‬248 متراً.

يذكر أن لقمان الذي يتفرد بأسلوبه الفني هذا عن زملائه ما بعد الرواد في المنطقة، قد قدم ما يزيد عن ‬20 معرضاً.