كانت أول مبادرة في العالم العربي لإصدار الكتاب المسموع، من دولة الإمارات، عندما تبناها المجمع الثقافي، ورئيسه حينها الشاعر محمد بن أحمد السويدي. وأصدر في هذا المجال حوالي 60 إصدارا.

هذا ما أكده معالي محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، خلال محاضرة «الكتاب في وسائل الاتصال الحديثة» والتي ألقاها مساء أول من أمس في مؤسسة بحر الثقافة، وأدارتها الدكتورة حصة لوتاه، بحضور معالي صقر غباش وزير العمل، والشيخة شمسة بنت حمدان، والشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، وعدد كبير من الشيخات وكبار المسؤولين.

تاريخ

استهل المر حديثه بالتذكير بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - شخصية العام (الشخصية المحورية) التي يحتفي بها معرض أبوظبي للكتاب في هذا العام. وأضاف: لولا زايد لم أصل إلى هذه المرحلة. فهو أول من شجعنا وعرف من البداية أهمية الثقافة والمعرفة. وأشار المر إلى أن موضوع حديثه «الكتاب في وسائل الاتصال الحديثة» واسع.

ولهذا اختار منه جانبا واحدا، وهو الكتاب. إذ سرد تاريخ تطوره منذ 3 آلاف سنة كي يحقق الإنسان نفسه بشكل مغاير، وقال: هذا الاختراع يخترق كل الحضارات والشعوب والأمم.. ولولا الكتاب لما وصلت الحضارة إلى ما بلغته من اختراعات وتقدم.

وتابع: في القرن العشرين، انتشر الكتاب.. خصوصا في مجال الإنترنت.. تغلغل في الحياة اليومية، عبر الشبكة العنكبوتية التي جعلته متاحا للبشر بعدة طرق، منها: الأرشيف المجاني عن طريق غوغل.. وغيره من مواقع، أو عند شراء الكتاب عن طريق المواقع الالكترونية، بالإضافة إلى الكتب التي وضعت باللغة العربية بطريقة مجانية، ووفرتها المكتبات الوطنية الكبرى.

وأكد معالي محمد المر، أن كل هذا شجع القراءة بين ملايين من البشر لم يكونوا يحلمون بقراءة نوعية معينة من الكتب.

ظاهرة حضارية

انتقل المر للحديث عن الكتاب المسموع، واصفا إياه بأنه ظاهرة حضارية تطورت بالغرب منذ اختراع «الأنفوغراف»، واستخدمته في ما بعد جمعية المكفوفين في العام 1931، بإعداد برامج الكتاب المسموع وخصت بها المكفوفين، إلى أن وصلت الكتب الى ما هي عليه الآن.

وقال: أصبحت متاحة للجميع في أوروبا وأميركا لسماعها على الطرقات الطويلة. وأصبح متوافرا على موقع «أمازون» 460 ألف عنوان طرحتها العديد من دور النشر المتخصصة بهذا المجال، بأصوات فنانين مشاهير.

وأعرب المر عن أسفه كون معظم الدول لم تقدم الكثير في هذا المجال، ولا في مجالات أخرى. وتابع: لم نجد كتابا واحدا باللغة العربية يتحدث عن فترة الحرب العالمية الأولى.. تلك الفترة التي قسم فيها العالم العربي إلى دول بموجب اتفاقيات عديدة.

تجربة متواضعة

وبالعودة إلى التجربة العربية، قال معالي محمد المر: طرح المجمع الثقافي بداية، العديد من «الكاسيتات»، منها: كتاب (البخلاء)، (ديوان المتنبي) كاملا، كليلة ودمنة، طوق الحمامة. وقال: من ثم طرحت دار المسبار الموجودة في الإمارات أيضا، العديد من الكتب المسموعة، منها: كتب الإسلام السياسي المعاصر.

كما أشار المر إلى وجود العديد من المواقع التي تحتوي على مثل هذه الكتب، ولكن فيها الكثير من الأخطاء اللغوية. إلا ان الأخطر، كما قال، هو طرح كتب مسموعة لا يوجد فيها غير الكراهية الطائفية والإرهاب الفكري.

وبالمجمل، بين المر أن الناشرين التجاريين لم يسهموا إلا قليلا في الخصوص، ما جعل الإنتاج في هذا المجال أقل من الدول الغربية بكثير. وأوضح أن السبب هو كون الأوربيين والأميركيين شعوبا تقرأ، ولكن العرب لا يقرؤون.. ولهذا تعد هذه الجماهير محرومة من ذلك.

وأكد أيضا، ان العرب كأمة بأمس الحاجة لطرح الكتب المسموعة، لما للغة العربية من جمال. وقال، إن معظم السكان العرب من الشباب. وهم لا يقرؤون، لهذا يكون الحل مع «السي دي» الذي يمكنهم أن يستمعوا إليه في سياراتهم، بدل الاستماع إلى المواد الترفيهة الساذجة، أو مواد لها علاقة بالتطرف الديني أو الإرهاب.