في حي السيدة زينب بالعاصمة المصرية القاهرة، ولد الشاعر أحمد رامي عام 1892، شاعر كوكب الشرق السيدة أم كلثوم وصديقها، الذي درس بداية في مدرسة المعلمين، حيث رأى والده حسين بك الكريتلي، من أصل تركي، أن التدريس هو المهنة التي يجب أن ينتهجها. ورغم سفر رامي إلى باريس، إلا أنه لم يقرر دراسة أي ما يتعلق بالشعر، حيث سافر من أجل الحصول على شهادة في المكتبات والوثائق بجامعة السوربون.
وفي فرنسا، درس رامي اللغة الفارسية واطلع على الشعر الفارسي، ليقع في حب رباعيات الخيام، مما كان له أكبر أثر في ترجمة تلك الرباعيات الخالدة، والتي غنتها أم كلثوم فيما بعد، لتصبح تلك الخطوة هي الخطوة الأولى نحو شاعرية أحمد رامي المميزة، والتي صنعت له اسما خالدا في تاريخ الشعر الحديث.
أعمال
في عام 1918، أي بعد حصوله على الشهادة من جامعة السوربون، أصدر أحمد رامي ديوانه الشعري الأول، والذي اعتبر حدثا مهما، نظرا إلى جدة طرح هذا الديوان وفكرته التي كانت سابقة إلى عصره. أصدر رامي ديوانه الثاني عام 1925، وفي نهايته أصدر ديوانه الثالث. أما عام 1924، فكتب فيه أغنيته الأولى «خايف يكون حبك ليا شفقة عليا» التي غنتها أم كلثوم في بدايتها الفنية، ثم تعاون هو وكوكب الشرق فيما بعد، في العديد من الأغنيات الخالدة، مثل: على بلد المحبوب، يا ليلة العيد، غلبت أصالح، يا ظالمني، عودت عيني، هجرتك، حيرت قلبي معاك، جددت حبك ليه؟
لم تتوقف أعمال رامي على الأغاني فقط، بل ساهم في ثلاثين فيلما سينمائيا، سواء بأغانيها أو بالمشاركة في كتابة الحوار، مثل: أفلام عايدة، دموع الحب، دنانير، يحيا الحب، نشيد الأمل.
أما فيما يخص المسرح، فكتب: غرام الشعراء. وترجم مسرحيات: «سميراميس، في سبيل التاج، شارلوت كورداي».
مناصب
حصل أحمد رامي على عديد من المناصب ضمن مجموعة من الجهات الحكومية، حيث تقلد منصب أمين مكتبة دار الكتب المصرية، كما حصل على التقنيات الحديثة في فرنسا في تنظيم دار الكتب، ثم تقلد منصب أمين مكتبة في عصبة الأمم، وعاد إلى مصر عام 1945. كما عين مستشارا للإذاعة المصرية، وعمل في الإذاعة لثلاث سنوات، ثم تولى مسؤولياته كنائب لرئيس دار الكتب المصرية.
جوائز
حصل الشاعر الراحل على الكثير من الجوائز، تقديرا لما أنتجه من أعمال متميزة ومتفردة، إذ نال عام 1965 جائزة الدولة التقديرية، كما منحه الراحل الملك الحسن الثاني (ملك المغرب) في العام نفسه، وسام الكفاية الفكرية المغربية من الطبقة الممتازة. وفي عام 1967، حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، بينما كرمه في عام 1976 الرئيس أنور السادات ومنحه درجة الدكتوراه الفخرية في الفنون، إلى جانب حصوله على لوحة تذكارية محفور عليها اسمه من جمعية المؤلفين والملحنين في باريس.
1981
أتت وفاة أحمد رامي في الخامس من يونيو عام 1981، عقب أن واجه حالة من الاكتئاب الشديدة إثر وفاة محبوبته، التي شاركها مسيرة حياة ممتدة من الأشعار والصداقة، بل والحب الذي اختار له الشاعر أن يظل مع وقف التنفيذ، نظرا لكونه رجلا شرقيا ولا يقبل عمل زوجته.
رامي، الذي أحب أم كلثوم، وجاءت كلمات أغانيه من ولعه بها، رثاها في وفاتها، وتوقف عن الكتابة فيما بعد، ليلقى ربه بعد ست سنوات من موت رفيقة العمر «ثومة».