في ما يبدو أنه محاولة لتحريك دواليب الثقافة المصرية التي علاها الصدأ لسنوات طوال، وجه وزير الثقافة الدكتور عبد الواحد النبوي، أركان وزارته، أخيراً، لتحريك مئات العناوين من الإصدارات التي تتكدس آلاف النسخ منها في مخازن وأقبية الوزارة وهيئاتها العديدة، لا سيما مخازن المركز القومي الترجمة. وحث الوزير مسؤوليه على إيجاد حلول ناجعة وسريعة للاستفادة من هذه الإصدارات التي كلفت ميزانية الدولة ملايين الجنيهات، وذلك من خلال إيجاد وسائل تسويق وتوزيع مبتكرة ليستفيد منها القارئ المصري والعربي.
أبعاد وضرورات
وناقش النبوي أبعاد هذه الازمة مع رئيس المركز القومي للترجمة د. شكرى مجاهد، وتبين أن الهيئة أصدرت خلال السنوات الماضية نحو 2500 عنوان في شتى مجالات المعرفة لم يجر تسويقها بشكل مناسب، ومن ثم لم تصل إلى يد القارئ، وتكدست في مخازن وأقبية الوزارة وهيئاتها المختلفة.
وطالب النبوي في هذا الصدد، بتفعيل الدور الذي يتولاه المركز، مشددا على أن تحقيق المركز، بل وكل هيئات الوزارة، رسالاتها، مرهون بوصول إصداراتها التي تعكس برامجها ورؤاها، إلى القارئ، ما يتطلب وضع خطة تسويقية تسمح بوصول الكتاب المترجم إلى القارئ في أي مكان، وزيادة المشاركة بالمعارض المختلفة.
منافذ جديدة
وفي المقابل، يوضح الدكتور شكري مجاهد مدير المركز القومي للترجمة، أنه أرسل، فعليا، العديد من الخطابات لفتح أبواب من التواصل مع جامعات مصر والإدارات التعليمية ومختلف الهيئات الجماهيرية، من أجل وصول إصدارات المركز القومي للترجمة إلى كل طالب وقارئ.
إصلاح جذري
وأكد الشاعر المصري رفعت سلام لـ«البيان»، أن المركز القومي للترجمة يحتاج إلى تعديلات جذرية، إذ إنه منذ نشأته يحتاج إلى عدد من التعديلات، مؤكداً أن الأمر يستلزم إعادة تأسيس هذه المؤسسة الثقافية، وموضحاً أن مطبوعات المركز بالأساس، تتجاوز قدرة القراء، وهو الأمر الذي يحول كتب المركز لتقع في أيدي الفئران. والحل من وجهة نظر، سلام، يكون بدراسة احتياجات السوق، ومعرفة رغبة القراء، وأعدادهم الحقيقية، إضافة إلى منع المحسوبية ورفض المجاملات.. إلى آخره من هذه الحلول.