منذ انطلاقة مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في العام 2007. يلاحظ اهتمامه بإصدار كتب مترجمة تجمع بين الاهتمام بالشكل الجذاب، وبين المحتوى الفكري الذي تملكه هذه الكتب.

وبهذا استطاع المشروع أن يقدم كتباً مميزة في الطباعة والأغلفة، حتى ولو كان مستوى طباعتها في الأصل ليس بالممتاز، لكنه عمل على تقديمها بشكل مختلف يتناسب مع التصور المعتمد في كتبه المترجمة للعربية، والتي شكلت إضافة بمضمونها للقارئ.

خيارات فنية

يأتي الكتاب بغلاف سميك ويضاف إليه غلاف آخر ورقي فاخر، توجد عليه المعلومات الخاصة بالكتاب، كما يضاف إليه «علامة الكتاب» التي تبين للقارئ الصفحة التي وصل إليها آخر مرة عند قراءته الكتاب، ويطبع عادة على هذه العلامة غلاف الكتاب، مع شعار «كلمة» وموقعها الإلكتروني التي تتيح للقارئ التعرف على كل الكتب الصادر عنها.

ويحرص مشروع «كلمة» للترجمة كما صرح القائمون عليه في أكثر من مناسبة على تقديم كتاب أنيق، للقارئ، يجمع بين تنضيد مريح، وغلاف جميل، وورق خفيف عالي الجودة، ويأتي الاهتمام بهذه الناحية كون جودة الطباعة تصب في المحصلة في خدمة القارئ العربي، وتسهم في إيجاد خيارات فنية لجذب القُراء، خاصة في ظل وجود أمور هامشية تلعب دوراً في تشجيع اقتناء الكتب.

وقراءته السهلة مثل حجم الكتاب ووزنه، فوزن الكتاب الذي يحدده المشروع خفيف، يتيح للشخص أن يحمل معه عشرة كتب معه أثناء السفر، دون أن يشعر بثقلها، كما أن اختيار درجة لون الورق الضارب للصفرة «غير اللامع» تريح العين عند القراءة، بعكس العديد من الخيارات الأخرى في مجال الورق.

الأغلفة الأصلية

كثيراً ما يستخدم مشروع «كلمة» الأغلفة الأصلية لبعض الكتب التي تم ترجمتها في حال وجدت أنها أغلفة جيدة، وذلك بعد شراء حقوقها مع النص، وإن لم تشترِ كلمة حقوق الغلاف لأي سبب من الأسباب فقد تلجأ إلى التعديل على تطوير الغلاف الأصلي ومحاكاته وفق مقاربة مبتكرة.

وقد تضاف بعض الصور أحياناً، إلى الكتب المترجمة مثلما حدث في كتاب «الشاي» الذي يعتبر من أكثر الكتب مبيعاً في العالم، والذي قام بترجمته الكاتب والمترجم سامر أبوهواش، إذ تم تزويد الكتاب بالعديد من الصور، بينما النص الأصلي يخلو من الصور، وذلك يعد انعكاساً لرؤية «كلمة» بأن الكتاب المصور قد يحفز على القراءة.

أما بالنسبة للكتب المتعلقة بالأطفال والناشئة، فكثيراً ما يتم الاعتماد على أغلفتها الأصلية مثل «المغامرات كما يراها هامفري» من ترجمة إيناس سليمان، أم القصص المصورة للأطفال فيتم وضع الصور الأصيلة للكتاب المترجم مثل «امرأة اللوفر المجهولة» من ترجمة ضياء حيدر. واللافت أن مشروع «كلمة» حافظ على هذا الخط المميز في الإصدارات، منذ انطلاقته ليقدم للقارئ كتاباً مثالياً.