تُواجه العديد من المجلات الثقافية المصرية أزمات عدة تُهدد مسيرتها، ولأسباب إدارية في أغلبها، ما بات يهدد وصول هذه المجلات إلى القارئ بانتظام، سيما مع التوقف المتكرر لإصداراتها الدورية، وهو الأمر الذي عانت منه بشدة مجلة «عالم الكتاب» والتي تعتبر الأكثر تصدراً للأزمة خلال الأيام الماضية، خاصة بعد أن تواترت أنباء عن وجود نية داخل وزارة الثقافة لوقف طباعتها!

عروض

ودخل رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب حلمي النمنم على خط الأزمة، إذ أعلن في بيان له عدم نية القائمين على الهيئة برئاسته وقف إصدار المجلة، أو حتى تغيير هيئة تحريرها، سيما أنها صادرة بترخيص من المجلس الأعلى للصحافة، وبالتالي لا يحق لأي مسؤول ـ لا تروق له سياستها التحريرية ـ إغلاقها.

في المقابل، أصدر محمد شعير رئيس تحرير المجلة بياناً على صفحته في فيسبوك أكد فيه أن سبب أزمة المجلة وتوقفها هو اكتشاف النمنم زيادة في عدد صفحات العدد الجديد، ومن ثم اقترح «شعير» زيادة سعر النسخة إلى سبعة جنيهات بدلاً من خمسة، ووافق النمنم على ذلك، ومن ثم تم إبلاغ عدد من المطابع للحصول على عروض أسعار بالطباعة، واختارت الهيئة بالفعل مطبعة أخرى (حسب السعر الأقل) لكنها – للأسف - قدمت بروفة معيبة للعدد الجديد، وتم رفضها سواء من رئيس التحرير أو من رئيس الهيئة والذي وقع بذلك الرفض بقلمه شخصياً لعدم مطابقة بروفة المجلة للمواصفات المطلوبة، ثم ترك الحال معلقاً من دون اتخاذ أي قرار.

إبداع

بدورها، تواجه مجلة «إبداع» التي يرأس تحريرها الروائي طارق إمام أزمات عدة تهدد إصدارها، الأمر الذي جعل إمام يلتقي بحلمي النمنم لإيجاد حلول لهذه الأسباب التي تعطل صدور المجلة منذ مايو الماضي، وأوضح إمام أن النمنم أعرب عن رغبته بالفعل في إصدار المجلة بانتظام أول كل شهر، ووعد بطباعة العدد الجديد خلال أيام، إلى جانب تحسين مستواها، وتابع قائلاً: فيما يخص تأخر إصدار المجلة لثلاثة أشهر، فالأمر سببه أزمات روتينية، وبدأنا بالفعل في تجهيز عددين سيصدران في القريب العاجل، إلى جانب تجهيز العدد الثالث والذي يركز على فن الكوميكس، وبعده سوف يتتابع صدور أعداد المجلة لنتجاوز تعسر صدورها خلال الشهور الماضية.

الثقافة الجديدة

بينما أوضح الروائي صبحي موسى رئيس تحرير مجلة «الثقافة الجديدة» أن تأخر صدور عدد أغسطس مسألة طارئة، وأن العدد قد صدر بالفعل في الأيام الأخيرة من أغسطس رغم افتراضية صدوره في مطلع الشهر؛ مبرراً ذلك بأن الهيئة العامة لقصور الثقافة كانت قد نقلت التعاقد في طبع المجلات من مطابع الهيئة إلى مطابع أخبار اليوم.

ورغم أن مطابع أخبار اليوم طبعت العدد الأول للمجلة بعد ثلاثة أيام فقط، إلا أن هيئة قصور الثقافة أخرَّت مستحقات المطبعة، ومن ثم أجّلت أخبار اليوم تسليم نسخ المجلة وبعد تسوية الأزمة تم توزيعها في هذا الوقت المتأخر، وتابع: من المثير للسخرية أيضاً أن مسؤول المطبعة سافر إلى المصيف، قبل أن يرسل العدد إلى المطبعة، وهو الأمر الذي ساهم في زيادة التأخير، ولو كان رئيس التحرير من خارج الهيئة لقام الجميع بدورهم على الوجه الأكمل!

تراجع

يؤكد الروائي يوسف القعيد أنه لم يعد لهذه المجلات قدرة على خلق رأي عام، بعكس ما كانت عليه في الأربعينيات من القرن الماضي قادرة على تشكيله من خلال مجلات مثل «رسالة» و«ثقافة»، وأشار الروائي المصري إلى أن عدم انتظام صدور تلك المجلات يُعد سبباً في هذه الأزمات التي تشهدها، وذلك نتيجة تعرضها لمشكلات مالية أو إدارية، ورغم ذلك فإن هناك بعض التجارب الحديثة، من وجهة نظر القعيد أثبتت قدرتها على الاستمرارية، والتماسك في ظل التخبط الحالي.