عن عمر ناهز 67 عاما رحل الروائي والمسرحي السويدي هنينغ مانكل بسلام عن عالمنا داخل منزله في مدينة غوتنبرغ السويدية بعد معاناة مع مرض السرطان.

 نصير الإنسانية

 مانكل الذي عاش حياته بين السويد وموزمبيق يعتبر أحد أكثر الأدباء السويديين شهرة في أوروبا، والعالم، ومن المعروف عنه مساندته الكبيرة للقضايا الإنسانية فقد كتب في أعماله الأدبية عن استغلال الأوروبيين لقارة أفريقيا، وركز فيها على مشاكل الأفارقة ومعاناتهم كما تبرّع للمنظمات المعنية بتحسين أوضاع السكان في الموزمبيق بمبلغ 16 مليون كورونة سويدية، وفي العام 2010 شارك مع مجموعة من الناشطين، في أسطول الحرية الذي كان يسعى لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة، ونشر كتاباً عن تلك الرحلة وحوادثها، أدان فيه عنف إسرائيل وحصارها للفلسطينيين ومن جملة ماقال في كتابه «إنّ الفعل يؤكّد القول، من السهل أن نقول بأنّنا ندعم، أو ندافع أو نحارب هذا الشيء أو ذاك، ولكنّنا لا نثبث ذلك إلا بالفعل... إنّ الفلسطينيّين، الذين ترغمهم إسرائيل على العيش ضمن هذه الظروف التعيسة، يجب أن يعرفوا أنهم ليسوا وحدهم وأنّنا لا ننساهم.

 ومنذ العام 2012، بدأ بدعم حملات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين كيوم اللاجئ العالمي، جائزة نانسن للاجئ، والنداء العاجل الذي أطلقته المفوضية من أجل سوريا.

 أعماله الأدبية

 الكاتب الراحل كان من أصحاب الروايات الأكثر مبيعا حيث اشتهر برواياته البوليسية التي تعتمد على شخصية المحقق كورت فالاندر رجل المباحث الخيالي لا يأبه لشيء في هذا العالم، كما كتب أيضا العديد من الروايات، والنصوص السينمائية والمخطوطات لمسلسلات تلفزيونية ومسرحيات.

 تُرجمت كتبه إلى لغات عدة منها: العربية، الألمانية، الإنجليزية، اليابانية، الأيسلندية، الفرنسية، الروسية، الإسبانية، الصينية والفنلندية حيث باعت أكثر من 40 مليون نسخة في جميع أنحاء العالم، ومن أهم أعماله رواية»جسر إلى النجوم«التي مكنته من الحصول على العديد من الجوائز العالمية كجائزة أفضل كتاب للفتيان في السويد في العام 1990 ودرع هولغرسون العام 1991، وجائزة معرض فرانكفورت للكتاب 1993 بينما حصدت روايته»مَسار خاطئ«في العام 1995 جائزة الأكاديمية السويدية لكتاب الجريمة لأفضل رواية جريمة سويدية، وعن نفس الرواية نال في العام 2001 جائزة الخنجرالذهبي من رابطة كتاب الجريمة لأفضل رواية كما فازت روايته »رحلة الى نهاية العالم« بجائزة أوغست ستريندبرغ عام 1998.

يُذكر أن روايته»سر النار«التي كتبها سنة 1995 كانت من بين الكتب الهامة التي تُرجمت إلى عدة لغات من بينها العربية وتم اختيارها في (اليوم العالمي للكتاب) لتوزع على أطفال المدارس سنة 1999 ومُنح أيضا عن الرواية نفسها الجائزة الكاثوليكية لكتب الأطفال.

من حياته

 ولد مانكل في العاصمة السويدية ستوكهولم في العام 1948، انفصل والداه عندما كان عمره عاما واحدا فقضى معظم طفولته بالعيش مع والده الذي كان يعمل قاضيا، وشقيقته الكبرى.

كان محبّاً للقراءة وبشكل خاص قصص المكتشفين العظماء في إفريقيا. غادر المدرسة وهو في سن الـ 16، وعمل كبحّار تجاري لمدة سنتين قبل أن ينشط سياسياً في أواخر الستينيات في باريس وستوكهولم، حيث خرج في المظاهرات المنددة بحرب فيتنام والحرب البرتغالية في إفريقيا، وكان من أكثر المعادين لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

 بدأ مسيرته كمؤلف في سن العشرين كما عمل مساعد مخرج في المسرح المركزي في ستوكهولم، و تعاون في السنوات اللاحقة مع العديد من المسارح السويدية.

 بعد أن عاش في زامبيا ودول أفريقية اخرى، دُعي ليصبح المدير الفني لمسرح»أفينيدا«في موزمبيق. وكان يقضي كل عام ما لا يقل عن ستة أشهر في مدينة مابوتو لمتابعة عمله في المسرح و الكتابة.