سردت أمسية «السنجري في الذاكرة» السيرة الإبداعية للراحل عمار السنجري، الذي وافته المنية 26 أكتوبر الماضي، بعد حياة مليئة بالبحث والإنتاج. وذلك خلال حفل تأبيني أقيم مساء أول من أمس في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع المسرح الوطني في أبوظبي، وشارك فيه عبدالعزيز المسلم، وعدد من الوجوه الثقافية وأصدقاء الفقيد وعائلته.
إطلاع دؤوب
في مستهل حديثه أشار المخرج صالح كرامة العامري إلى أن السنجري صديق عمر. وقال: جمعتنا لحظات جميلة عندما كنا في هيئة التراث في الشارقة، كما جمعنا معاً تقديم فيلم وثائقي بعنوان «ذاكرة شعب» وأعطاني أسماء شعراء كبار في مدينة العين. وأضاف: خططنا لزيارة أحدهم لكنه توفي قبل ذلك.
واسترجع الباحث د.عبدالعزيز مسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، ذكريات تعرفه على السنجري في العام 1980 وخططهم ورحالتهم البحثية لإثراء موضوع العربي ما وراء الحدود. وقال: كان السنجري يطلع على مدونات الرحالة، كما كان دؤوب الإطلاع على كتبهم. وأوضح: أقمنا ندوة كبيرة عنهم، وكنا نخطط لرحلة إلى مقدونيا، كما أعددنا الكثير من الأمور خارج الإمارات، مثل تركيا وأذربيجان، وغيرها. وأضاف: كان عمار السنجري، الذي عمل مسؤول شؤون المطبوعات والنشر في معهد الشارقة للتراث، يبحث عن موطن العرب الأوائل ويخرج ويستخرج العديد من المعلومات حول ذلك.
وقال مسلم: كان الورق والقلم والكتاب زاداً رئيساً في سفر السنجري، وكان كثير السؤال. وبالمقابل كان من الصعب أن يعرف ولو صديق له خبايا شخصيته.
عالم التراث
عن إصدارات الراحل قال مسلم: يوجد الآن في المعهد كتابان جاهزان للنشر أحدهما عن رحلته إلى أرمينيا، والآخر عن «ثقافة الصحراء». وأشار إلى إصداراته الأخرى من الكتب البحثية والأدبية مثل كتبه عن التاريخ الشفوي، وتحقيقه لديوان مهير الكتبي، ورواية «الأسير» و«كن شيئا أيها الألم» وهو كما قال مسلم: كتاب أدبي يتحدث فيه عن تجربته الخاصة.
وأوضح مسلم أن الراحل خسارة كبيرة للتراث الإماراتي ولصحراء العرب، كونه اهتم كثيرا بموضوع الصحراء والترحال، وسبر أغوار هذه الصحراء.
وقال د. عادل الكسادي: إن عمار السنجري انحاز إلى التراث، وذهب به مذهباً، وبهذا لم يعد صحافياً، وإنما باحثاً. وأضاف: ارتبط الراحل بعلاقة حميمة مع مدينة العين ، وأوضح: لم يوفر مشاعره الصداقة لهذه المدينة التي عشق رائحة طينها وحلم أن يبني له بيتاً من طين في منطقة واحات العين.