أطلق مكتب سمو ولي عهد دبي مبادرة خاصة لتشجيع الموظفين على القراءة في استجابة سريعة لمبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بأن (عام 2016.. عام القراءة). وتأتي المبادرة الجديدة من إدارة المكتب بهدف تعزيز الكفاءات العامة والتخصصية لدى الموظفين، حيث تتلخص المبادرة في منح جميع الموظفين حق القراءة في مكان العمل ثلاث ساعات أسبوعياً بحد أقصى لقراءة ما يرونه مناسباً، كل حسب مقدرته وتوجهاته الفكرية والعلمية.

أول جهة حكومية

وأصبح مكتب سمو ولي عهد دبي بهذه المبادرة المتجددة أول جهة حكومية ووطنية تنال شرف السبق في تبني وتنفيذ مبادرة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وقرار مجلس الوزراء بهذا الشأن، علماً بأن مكتب سمو ولي عهد دبي كان دوماً سباقاً في تنفيذ العديد من المبادرات والأفكار مثل إطلاق نظام إدارة الأفكار بمناسبة تسمية صاحب السمو رئيس الدولة لعام 2015 عام الابتكار.

وصرح سيف بن مرخان الكتبي مدير عام مكتب سمو ولي عهد دبي قائلاً: إن مبادرة تشجيع الموظفين على القراءة تهدف إلى تعميق ثقافة القراءة لدى جميع موظفي مكتب سمو ولي عهد دبي، خصوصاً أن القراءة تعتبر الوسيلة الناجحة دائماً لتنمية قدرات الفرد الفكرية واللغوية للإسهام في مسيرة التميز، كما أنها مجال خصب لتعميق قدرات الموظفين على المزج بين القراءة والتقنيات الحديثة، واتخاذهما أساساً للإبداع والابتكار في كل مجالات العمل.

وأضاف الكتبي «ببساطة اللغة قراءة وكتابة ومخاطبة، والقراءة هي المكون الأساسي لفكر الكاتب، وبما أن اللغة وعاء الثقافة، والثقافة شعار الحضارة، فالقراءة عنصر رئيس من عناصر الحضارة، وحضارة دولتنا الفتية حضارة معرفية بامتياز، تشهد بذلك وقائع تاريخنا الحديث من إنشاء المؤسسات الثقافية ومنها المكتبات العامة.

تعزيز رؤية المستقبل

وأضاف الكتبي أن إقامة معرض الكتب في أبوظبي والشارقة، وإعلان الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2014، كلها أمور تعزز هذا التاريخ الخصب والرؤية المستقبلية للدولة متمثلة في الأجندة الوطنية 2021 بمحاورها المتعددة التي تتداخل المعرفة مع العديد منها كبناء الإنسان والتعليم والاقتصاد المعرفي، الأمر الذي يجعل القراءة من أبسط وأهم مدخلات المستقبل المشرق لهذا البلد.

وتطرق الكتبي إلى إشكالية القراءة في العصر الحديث قائلاً: الجميع يدرك مدى صعوبة المواظبة على القراءة للإنسان العادي في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، فالكل يريد المعلومة السريعة ولا وقت للقراءة المتأنية العميقة، ولذلك أطلقنا المبادرة وبها أطلقنا العنان لوحداتنا التنظيمية وللموظفين للإبداع والابتكار لتتكامل هذه المبادرة مع نظام إدارة الأفكار الذي أطلقناه قبل فترة قصيرة بالمكتب، فنحن حريصون كل الحرص على أن تعمل جميع مبادراتنا وأنظمتنا الإدارية في نسق واحد. وبهذا نشجع موظفينا على الاستثمار في أنفسهم بالقراءة، وندرك أيضاً أنه استثمار للمكتب وليس هدراً للوقت كما قد يتصوره البعض.

غرس روح المثابرة

من جانبه قال عبدالله محمد الحبتور مدير إدارة الموارد البشرية والشؤون الإدارية بمكتب سمو ولي عهد دبي، الجهة المشرفة والمنظمة في هذه المبادرة، إن إطلاق هذه الخطوة جاء لتعزيز فكر القيادة الرشيدة وغرس روح المثابرة وتحفيز الإبداع بزيادة المعارف والخبرات، مبيناً أن الاطلاع والقراءة من شأنهما أن يمدا الموظف بالطاقة المتجددة والإيجابية.

وكشف الحبتور عن أن اختيار وتحديد 3 ساعات أسبوعياً لتنفيذ طرح المبادرة في مكتب سمو ولي عهد دبي جاء وفق معايير وبعد دراسة مستفيضة، حيث إن الشخص العادي في الساعة الواحدة سيقرأ ما يصل إلى 30 صفحة ما يعني أن ثلاث ساعات أسبوعياً كافية إلى إكمال قراءة كتاب واحد وهذا الأمر في حد ذاته يعتبر كافياً إذا علمنا أن هذه الساعات تستقطع من وقت الدوام.

وأضاف أن دوافع القراءة ستكون كبيرة ومحفزة للشخص داخل مكتب سمو ولي عهد دبي وبإمكانه اصطحاب ما يراه مناسباً ليقرأه في الوقت المتاح لديه وفي ظروف مناسبة من ناحية المناخ الصحي والبيئة المناسبة، خصوصاً أننا نجحنا في خلق قاعدة جيدة لتقبل القرار بتوفير الحوافز للموظف بمنحه وقتاً كافياً لاستثماره فيما ينفع من معارف وعلوم وبالتالي نحقق النجاح في تعزيز مبادرة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله.