لم يمضِ أسبوع على إعلان القائمة الطويلة المترشحة للجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»، حتى قررت الجائزة.

وعبر موقعها الرسمي، أخيراً، سحب ترشح رواية «في الهنا» للروائي الكويتي طالب الرفاعي، من القائمة، ذلك في بيان قالت فيه، إنه تقرر عدم السماح للرواية الانتقال إلى المرحلة اللاحقة من الجائزة، التي تفرز اللائحة القصيرة، بعد أن تبين أنها صدرت في طبعتها الأولى خارج الفترة المسموح بها للترشيح، ما بين يوليو 2014 ويونيو 2015«.

(البيان)، تابعت القضية، واستجلت تفاصيلها وحيثياتها، عبر لقائها المعنيين، حيث أكدت فلور مونتانارو- منسقة الجائزة، أنه ثبت لديهم، وبالحقائق.. صدور الرواية عن دار الشروق، قبل الفترة المسموح بها للترشح.

مصداقية

وبيّنت مونتانارو أن عملية الترشيح وكيفية التقدم للجائزة تبقى سرية، وهو مبدأ من مبادئ الجائزة لا يمكن النقاش فيه. وقالت: وضح لنا بعد أن ترشحت رواية»في الهنا«للروائي الكويتي طالب الرفاعي، أنها صدرت قبل الموعد المسموح به لترشح الروايات. وأضافت: لم يكن واضحاً لنا في البداية هذا الأمر.

ولكن بعد أن تأكد مجلس أمناء الجائزة من الحقيقة، لم يكن علينا سوى أن نضطر، مع الأسف، إلى أن نستبعد الرواية.

وأشارت إلى أن تفرد الجائزة بالنزاهة. وقالت: عندما نكتشف أمراً ما، يجب أن نتصرف، ولا أن نبقى صامتين ونخفي الموضوع، ذلك حرصاً منا على مصداقية الجائزة.

وحول حيثية إذا كان مؤلف العمل: الرفاعي، أو دار النشر، تقدم بدلائل جديدة في هذا الشأن، قالت مونتانارو: إن القرار قاطع ولا رجعة فيه. ومن حق الجميع أن يكون لهم وجهات نظر أخرى يدافعون عنها. ولكننا لم نستبعد الرواية من الترشح إلا بعد التحقق من الأمر.

تساؤلات

وتحت عنوان 159 روائيا وناشرا عربياً ينظرون للأستاذة فلور ويسألون: لماذا؟ أصدر الروائي الكويتي طالب الرفاعي بياناً صحافياً رد فيه على قرار مجلس أمناء جائزة»البوكر«العربية باستبعاد روايته، مشيراً إلى أن القرار بدا مختبئاً، من دون أي توقيع. وأكد الرفاعي على العلاقة الرائعة التي تربطه بالجائزة، منذ كان رئيساً للجنة التحكيم في الدورة الثالثة عام 2009.

وقال: أنا مؤمن أن جائزة البوكر، ورغم كل ما يثار حولها، تمثل حالة متفردة ورائعة بين الجوائز العربية. كما أوضح، بالتفصيل والتواريخ والرسائل الإلكترونية، المراسلات التي جرت بينه وبين دار الشروق المصرية، والتأخير واللبس الذي حدث بسبب انشغال الدار بمناقصات ضخمة.. ومن ثم طباعة الرواية من دون علمه، مع العلم أنه لم يوقع على أية أوراق.

ولفت الرفاعي إلى أنه أرسل كل هذه الإيضاحات إلى منسقة الجائزة. وقال: إن ما حدث بالواقع هو طبع عشرين نسخة لم توزع ولم تعرض في أي معرض كتاب. ولم تنزل إلى السوق.

وجرى إصدار بيان صحفي عن الإصدار من دون وجود إصدار في الواقع. وأضاف: نشر أول تقرير نقدي حول الرواية في أغسطس، بعد الأول من شهر يوليو 2014. لهذه الأسباب نعتبر أن الرواية صدرت بعد مطلع يوليو من العام المذكور.

مطالبات وخطأ

وبعد استعراض الرفاعي لكل المراسلات الحاصلة مع دار النشر، وجه حديثه إلى مونتاتاور، منسقة الجائزة، فأعرب لها عن ظنه أنها، فعليا، فتحت على جائزة البوكر باباً يصعب رده. وتساءل: كيف بكم أمام (159 رواية) وأمام (159 روائيا) وأمام (159 ناشراً) سيطالبون بحقهم في وجودهم في القائمة الطويلة ما دمتم، قد قبلتم برواية مخالفة لتاريخ الترشيح وأدخلتموها إلى الجائزة.

منافسات

وكانت مواقع التواصل قد نشرت خبر صدور الرواية من قبل، كما نشرت صحيفة (القبس) الكويتية، قبل أيام، خبرا مفاده»أن رواية (في الهنا ) طبعت بتاريخ أقدم من التاريخ الذي يسمح بتقديمها للجائزة، حسب الشروط المحددة لصدورها عن دار الشروق المصرية في 2014، بغلاف آخر.

ونشر عنها العديد من الأخبار وقتها، قبل شهر يوليو 2014، ثم أعيدت طباعة الرواية مرة أخرى بغلاف مختلف لدى دار بلاتينيوم الكويتية، التي رشحتها للجائزة عام 2016«. وعند اتصال»البيان«بدار بلاتينيوم اعتذرت عن التعليق، بحجة أنها ستصدر بياناً صحافياً عند التأكد من كل المعلومات خلال الفترة المقبلة.

وبهذا الاستبعاد، تقتصر المنافسة في الجائزة لهذا العام، على 15 رواية، من 7 دول عربية، وهي: مصر وفلسطين والعراق ولبنان والمغرب وسوريا والسودان.

اختيار

اختارت لجنة مكوّنة من خمسة محكّمين الروايات التي ضمتها القائمة الطويلة هذا العام. وسيعلن عن أسماء أعضاء اللجنة في العاصمة العُمانية مسقط، في 9 فبراير المقبل. ذلك بالتزامن مع الإعلان عن القائمة القصيرة، على أن يعلن عن الفائز في 26 من أبريل 2016، عشيّة افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

كيف؟

ختم طالب الرفاعي رسالته:

»أصدقائي السادة جائزة البوكر، لقد ظُلمت جائزة البوكر العربية، ومعها الناشر الكويتي والخليجي الوحيد الموجود في القائمة الطويلة لهذا العام، ومعها القارئ العربي، وأخيراً طالب الرفاعي. فكيف تراكم تواجهون هذا الوضع وتسجلون للتاريخ انتصاركم للحقيقة؟".