يضع فريق مسرحية «تحت السما» الذي يضم كلاً من المخرج والممثل ماهر صليبي، والممثلة يارا صبري، وكاتبة النص الإعلامية فاديا دلا، نفسه أمام مجموعة من التحديات، التي تطلبت منهم الكثير من البحث والجهد وحلول الفرجة البصرية سواء على صعيد المجموعة أو الفرد، والتي تحدثوا عنها بشفافية، خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم صباح أمس في فندق «سمايا» بدبي وذلك قبل عرض المسرحية يوم الأربعاء بتاريخ 17 فبراير ولمدة ثلاثة أيام على خشبة مسرح دبي الاجتماعي ومركز الفنون.
أول التحديات التي يواجهونها، أن المسرحية «مونودراما» أي تعتمد على أداء الممثل الواحد الذي تقوم به يارا، ليتمثل التحدي الثاني في مدة العرض الذي يقارب من 50 دقيقة، وبالتالي مواجهة التحدي الثالث الذي يفرض نفسه وهو السيطرة على إيقاع المسرحية وبالتالي الإمساك باهتمام الجمهور طيلة العرض.
وجدانية وموضوعية
ما يستوقف في حديث الفريق خلال المؤتمر واستعراضهم لمراحل تطور العمل، الحالة الوجدانية والتواضع والموضوعية. لتحكي الإعلامية فاديا عن مراحل ترجمة فكرتها إلى نص مسرحي مونودرامي، وتقوم بالأداء يارا التي تعتبر من أبرز ممثلات الدراما السورية، ليواجه صليبي مجموعة من التحديات والحلول الإخراجية.
تحدثت في البداية فاديا عن الدوافع الداخلية التي حفزتها لكتابة أول نص مسرحي لها قائلة: «شكلت لقاءاتنا كأصدقاء يسكننا وجع واحد، حافزا لترجمتي هذا الألم الإنساني في نص مسرحي استمريت في العمل عليه لأكثر من أربعة أشهر حتى اكتملت الصورة العامة له».
وجع الفقدان
تحكي يارا عن أبرز التحديات الخاصة بها كممثلة: «تسكنني منذ البروفة الأولى وحتى الآن حالة من القلق، خاصة وأني ابتعدت عن العمل المسرحي منذ عام 2007. بالمقابل يترجم دوري ما أحمله من مشاعر داخلية، ومن خلاله اختزلت مختلف أوجه وجع الواقع الذي تعيشه الأم السورية في ظل مأساة سورية الراهنة، وربما لن يفارقني هذا القلق إلا بعد العروض الثلاثة الأولى».
50 دقيقة
وباختزال وحرص على عدم الكشف عن تفاصيل المسرحية يقول صليبي: «واجهت الكثير من التحديات كمخرج خاصة وأن مدة العرض 50 دقيقة وبالتالي فإن السيطرة على إيقاعه أصعب بكثير من العرض المونودرامي المعتاد الذي لا تتجاوز مدته عادة نصف ساعة، وعليه اعتمدت العديد من الحلول الإخراجية من الموسيقى إلى تقنيات المسرح الأخرى، وإن كانت يارا تتحمل بمفردها 50% من العبء وأنا على ثقة بنجاحها كممثلة ومبدعة».
وتقدم الفريق خلال المؤتمر بالشكر لهيئة دبي للثقافة والفنون لما قدمته من دعم لوجستي للمسرحية. وتحدثوا عن تطلعاتهم لعرضه لاحقاً على الصعيد المحلي والإقليمي في حال توفر التمويل المطلوب.
فكرة المسرحية
عبر تداعيات مونولوج يشكل فيه الفقدان والوجع العمود الفقري للعمل، تجسد يارا صبري دور أم سورية فقدت أولادها في الحرب، وخسرت بموتهم كل معنى للحياة. وعادت اليوم لتروي هواجسها تحت السماء، بين ثنائيات الكره والحب، الواقع والخيال، الحقد والتسامح والذكريات التي اختلطت بالدماء، عبر مستويين من السرد؛ الأول يتعلق بالفعل الدرامي المباشر على الخشبة، والثاني يعتمد تقنية الفلاش باك في استعادة الماضي.