»رؤاه التي تورثُ الروحَ طاقاتها، والعقلَ تأمله، والكلامَ دهشته، والزمانَ مكانه، والمكانَ زمانه، والقارئ يقينه. وكأنما الكلمات تلقي ذاتَها في ذاتهِ لتشرق«، هذا المقتطف من الكتاب الصادر حديثاً »هكذا قالت رؤاه«، للشاعرة الدكتورة بهيجة مصري إدلبي، الذي تم إطلاقه صباح أمس، خلال مؤتمر صحافي أقيم في غرفة دبي، بحضور ضرار بالهول الفلاسي، المدير العام لمؤسسة وطني الإمارات، الجهة المعنية بتقديم هذه المبادرة، والشاعر عوض بن حاسوم الدرمكي.
استهل الفلاسي، المؤتمر بكلمته التي وصف فيها الأثر العميق لكتابيّ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله "رؤيتي" و"ومضات من فكر"، اللذين شكّلا إضافة نوعية في آلية تفكير أجيال الشباب، ومنبعاً لإلهام المبدعين في مختلف مجالات الحياة، بما فيهم الشعراء والأدباء.
" يصوغ" بيديه
وأشار في مقدمته للكتّاب، إلى أنه "مثلما انبهر العالم بإنجازات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وهو "يَصوغ" بيديه الكريمتين قصة الجوهرة المعتقة دبي، وقف الشعراء والأدباء أمام عظمة ما تحقق، يحتارون بين رواية القصة من أولها، أو نظْم قصائدهم على إيقاع معزوفته الرائعة.
ومن هؤلاء، شاعرتنا الدكتورة بهيجة مصري إدلبي، التي يسرنا في مؤسسة وطني الإمارات، أن نقدم رؤيتها الفنية والأدبية لفكر وإنجازات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، كما عبّر عنها في كتابيه »رؤيتي« و»ومضات من فكر«.
معجزة دبي
ولخص الفلاسي، مضمون كتابها بقوله: »يجمع بين الرؤية الشعرية والتحليل النقدي، لكنها في المضمون، تجاوزت الإعجاب إلى جرأة الطرح، مستفيدة من التنوع والثراء الكبيرين اللذين قدمهما "صناع معجزة دبي" لأهل هذه المدينة الجوهرة من مواطنين ومقيمين، فتحولت "رؤيتي" في كلماتها، إلى لحن شجي، تعزفه دبي على وتر من عبق وقصيد.
جوهر الفكرة
واستعرضت الدكتورة بهيجة في كلمتها، جوهر فكرة الكتاب ذي الطبعة الفاخرة من القطع المتوسط، ومضمون كل ديوان أو فصل من فصوله، وهي: »الأسماء« المستلهمة من معاني روح الحرف، و»ترجمان الرؤى« المستنهض من كتاب "رؤيتي"، و»الأفكار« المستلهمة من »ومضات من فكر«، و»الانتصار« الذي يتناول التفوق الباهر في استضافة دبي لمعرض إكسبو 2020، و»الخطاب الشعري وبصيرة الذات«، الذي يتضمن قراءة في قصيدة صاحب السمو »مجد الإمارات«، وأشارت إلى توازي القراءة بالمجمل بين ثقافة التفوق وفلسفة الحياة.
رؤية كاشفة
وتحكي إدلبي، التي أصدرت أكثر من 35 كتاباً، من ضمنها دراسات وقراءات نقدية، عن انفتاح عوالم الفكر في قراءاتها للكتابين قائلة: »كتابات صاحب السمو، تمتاز بما يمكن أن أسميه بالسرد اللين.
السرد الذي يكثف اللغة في الكائن، ويكثف الكائن في اللغة، ليكون السرد رؤية كاشفة، وحكمة باسقة، ورؤى تستفز الحاضر، للوصول إلى المستقبل، فما العلمُ وما المعرفةُ وما الثقافةُ وما الحضارةُ، إلا نتيجة عقل مبتكر، مدبر منفتح ومغامر«.
النجاح والتميز
وقال الشاعر عوض بن حاسوم الدرمكي، عن رؤيته النقدية للعمل: عرفنا صاحب السمو الشيخ محمد شاعراً، وعرفنا منذ استلامه ولاية عهد إمارة دبي، الجانب القيادي والإداري فيه، ليرتبط اسم دبي بكلمتي النجاح والتميز. وإذا وجدت منتجاً عظيماً، لا بد أن تدرك أن خلفه شخصية عظيمة. ويَعتبر الدرمكي، الكتاب، باكورة إنتاج لكتب تعنى بالربط بين الشعر والفكر والمعرفة، بهدف تسويق هذا الفكر.
سيرة الكاتبة
جمعت الدكتورة بهيجة إدلبي، بين محاور متنوعة من المعرفة، منها شهادة دكتوراه في فلسفة الإدارة، ودبلوم في التربية وعلم النفس، وإجازة في اللغة العربية. وحازت على العديد من الجوائز.