سالم الجمري.. شاعر الأسفار وغواص المعاني

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد الشاعر سالم محمد بن سالم الجمري، أحد أبرز شعراء النبط الذين أثروا ساحة الشعر الشعبي والأغنية الشعبية في الإمارات. إذ لا يزال العديد يتداولون الأغاني التي كتب كلماتها. سيرة الشاعر الجمري لا توجزها الكلمات، فحياته حافلة بالمواقف والأحداث وقصائده تتصف بالبلاغة، وكانت له فلسفة خاصة حين يكتب في الحب والغزل.

 

1910

في إمارة دبي وتحديداً في منطقة الراشدية، ولد الشاعر الإماراتي سالم محمد بن سالم الجمري، في عام 1910، لأب امتهن الغوص، مما كان كان له أعمق الأثر في حبه للحياة البحرية وعمله بالمهنة نفسها. وذلك في سن مبكرة من حياته، وشاركه أشقاؤه في ذلك.

سن الـ15

في هذه السن تبدت بوادر موهبة الجمري الشعرية، لا سيما وأن خاله وجده شاعران معروفان، إضافة إلى مجالسته الكثير من الشعراء الكبار في تلك الفترة، حيث كتب العديد من القصائد التي عكست إعجابه بهؤلاء الشعراء، من أمثال: الماجدي بن ظاهر.

الأغنية الشعبية

يعتبر الشاعر سالم محمد الجمري من الشعراء الذين أثروا الأغنية الشعبية الإماراتية، خاصة بعد تعرفه إلى حارب حسن، أحد أوائل رواد الأغنية الشعبية الإماراتية، حيث تعاونا معاً في تقديم الكثير من الأعمال التي لا تزال تذكر وتردد على الألسن.

 

سفره والشعر

تنقل الشاعر خلال مراحل مختلفة من حياته بين العديد من الدول، وذلك بحثاً عن الرزق ورغبة منه في تحسين حالته الاقتصادية، حيث تنقل بين الكويت والسعودية والبحرين، قبل استقراره في دبي. وأيضاً كان تنقله بين دبي والشارقة وعجمان، ومن ثم استقراره في الراشدية في مدينة دبي، وكان لهذه التنقلات الأثر الكبير في اتساع مخيلته الشعرية، ولا ننسى أن نذكر أنه بانتقاله إلى السعودية، تعلم التصوير وافتتح استوديو صغيراً «دكاناً» للتصوير، عند عودته لدبي.

 

1981

حظي الشاعر سالم الجمري وعدد من شعراء النبط في الإمارات، بتكريم من قبل مهرجان الشعر الشعبي، الذي أقيم برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، وحصل على المركز الثاني في المسابقة التي تقام على هامش المهرجان، حيث شارك بقصيدة غزلية غناها الفنان الإماراتي ميحد حمد فيما بعد.

 

 

اعتزاله

في بداية الثمانينيات من القرن الـ20، وحين توفي شاعران من أصدقاء الجمري المقربين: الشاعر راشد الخضر وبعده الشاعر أحمد الهاملي، تأثر بعمق وكان من نتيجة ذلك ابتعاده عن الساحة وانعزاله نوعاً ما، ومن ثم عانى، رحمه الله، الوحدة وانقطاع زيارة معارفه وأقربائه، وعبر عن ذلك في عدد من الأبيات الشعرية التي كتبها. وتوفي في فبراير 1991، وكان لرحيله بالغ الأثر في الساحة الشعرية التي فقدته، وبكاه أصدقاؤه الشعراء.

Email