تستطيع أن ترسم ملامحه من جملته الموسيقية، فهو الملحن الذي يترجم بموسيقاه معاني الكلمات، إنه إبراهيم جمعة، مستشار الفنون في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، الذي يحلم بتقديم أوبريت غنائي يكون بمثابة «صوت للأمة» ورسالة إلى العالم كله، مفادها أن الأمة العربية قادرة على الإبداع وأنها لا تُقهر. يحصد جمعة الآن نجاح تلحينه تتر مسلسل «القياضة» ويشير إلى أن اللحن لم يقدمه كأغنية عاطفية مثلما يفعل البعض، وإنما ترجمة لواقع العمل. جمعة الذي يدعو الله أن يسامح من نصح هيفاء وهبي بدخول مجال التمثيل يؤكد أن صوت أحلام لا يطربه.
صدى واسع
بداية نبارك لك نجاح تتر مسلسل «القياضة» وهل كنت تتوقع هذا الصدى الكبير؟
يختلف «تتر» القياضة عن باقي تترات المسلسلات الأخرى، بأنه ليس أغنية عاطفية كما يفعل الكثيرون، وإنما هو ترجمة لقصة العمل، وحينما حدثني صديقي العزيز محمد سعيد الضنحاني، منتج ومؤلف العمل، ذلك الرجل المثقف النهم والمطلع على فنون الموسيقى، بأنه يرغب بأن أشاركهم في العمل بألحاني وأنه يرغب في «تتر» خالٍ من الوتريات حاولت قدر الإمكان أن أجعله قريباً من قصة المسلسل التي تتحدث عن التراث البحري في فترة قديمة، وكان لا بد أن يكون الغناء أيضاً بنبرة البحر «النهم».
عالم التلحين
بعد 45 عاماً في عالم التلحين، وصلت إلى درجة كبيرة من النجومية، فما الشيء الذي ترغب في تحقيقه بعد هذا العمر الفني؟
أحلم بتقديم أوبريت عن العالم العربي باللغة العربية الفصحى ويضم حسين الجسمي، لطفي بوشناق، على الحجار، أنغام ونانسي عجرم، فهم يتمتعون بموهبة كبيرة، إضافة إلى أصوات عربية مميزة. وأصوات من الكورال، وأحلم بأن يتحدث الأوبريت عن الأشياء التي من المفترض القيام بها لنثبت للعالم كله أننا أمة عربية لا تُقهر، أمة قد تمرض ولكنها لا تموت، ويكون تحت عنوان «صوت الأمة».
صوت أحلام
لماذا لم تختر أحلام لتكون إحدى المشاركات في الأوبريت؟
أحلام نجمة كبيرة، ولها قاعدة جماهيرية، وتملك حضوراً مميزاً على المسرح وصوتها يعجبني ولكنه لا يطربني.
شكلت أنت وعبد الله بالخير ثنائياً فنياً، فأين هذا الثنائي حالياً؟
عبدالله بالخير مطرب من الطراز الأول، ولكنه حالياً يبحث عن منتج، وحتى لو لم يغني حالياً هو فنان بالفعل دخل قلوب الجماهير بأعماله الغنائية المتميزة. بالخير هو الذي صنع نفسه في الماضي، وصنعني معه حينما عرّفني إلى كبار الملحنين والشعراء في الكويت، وقد قدمنا معاً أحلى الأغنيات. ولكن التنوع والتجديد مطلوب، فنحن نمتلك العديد من الملحنين الأكفاء القادرين على وضع بصمة في أغاني بالخير، وأنا وهو لا نزال حتى الآن صديقين.
على الرغم من شهرتك الكبيرة فإنك مقل من أعمالك الفنية، فلماذا؟
هناك العديد من المطربين الذين يناشدونني لكي ألحن لهم، ولكني أنتقي بشدة الكلمات والفنان الذي أتعامل معه، فأنا أعمل فقط مع المطرب الحقيقي، فقد أصدرت قريباً لحناً لحسين الجسمي وأعمل حالياً على لحن لطلال سلامة.
ما العمل الدرامي الذي لفت نظرك في الموسم الدرامي السابق؟
لم أتابع مسلسلات خليجية لأن للأسف لا يوجد تجديد في القصة، والوجوه نراها مكررة ومصطنعة، فلا يوجد شيء من الواقعية، وقد جذبني مسلسل طفاش وتشيللو وحريم السلطان.
كيف تقيم دخول هيفاء وهبي وشيرين إلى عالم التمثيل؟
صوت شيرين رائع ومؤثر، وأعتقد أن التمثيل لن يكون صعباً عليها، أما هيفاء فأدعو الله أن يسامح من نصحها بالتمثيل، فأنا أراها نجمة، ولكن في عالم الاستعراض.
ضحك وبكاء
إبراهيم جمعة معروف بخفة
الدم، حول ما يُضحكه،وما
يبكيه قال، «أضحك عندما
أستمع إلى مغنٍ يظنأن
صوته جميل، وهو في الحقيقة نشاز ونكرة. وأبكي عندما أرى إنساناً يتعامل مع أخيه الإنسان بفوقية وتكبُّر ونفاق (يقتل القتيل ويمشي في جنازته)».