«رمضان السكري»، «ناظر المدرسة»، «أبو سوسو»، «عملاق المسرح»، ألقاب لطالما رافقت الفنان الراحل حسن مصطفى طيلة مسيرته الفنية، رحل أمس بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 81 عاماً بمستشفى «الأنجلو أمريكان»، حيث تعرض لوعكة صحية الأسبوع الماضي أدت إلى وفاته.

لطالما أضحكنا هذا العملاق بأعماله الفنية التي لا تنسى، فمن منا لا يتذكر دوره في مسرحية «العيال كبرت» التي جعلت جدران المسرح قبل جمهوره تمتلئ بالضحك، والناظر في «مدرسة المشاغبين»، فقد كان يمتلك خفة دم لا مثيل لها، حيث وضع له علامة مميزة بأدواره التي كانت تنتزع الابتسامة حتى في أشد المواقف الجدية والتراجيدية.

أضواء المدينة

ولد حسن مصطفى إسماعيل في 26 يونيو عام 1933 بالقاهرة، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1957، وتزوج من الفنانة ميمي جمال في يوم 26 يونيو عام 1966، وأنجب منها ابنتين.

التحق بفرقة إسماعيل يس، والغنائيين المتحدين، ومسارح التلفزيون، وقدم العديد من المسرحيات الكوميدية، والأفلام السينمائية ومن أبرزها «مطاردة غرامية، الزواج على الطريقة الحديثة، عفريت مراتي، نص ساعة جواز، أضواء المدينة، يوميات نائب في الأرياف» وشارك أيضاً في العديد من المسلسلات التلفزيونية، أبرزها: «أهلاً بالسكان، بكيزة وزغلول، أنا وأنت وبابا في المشمش، رأفت الهجان، ترويض الشرسة، يوميات ونيس، عباس الأبيض في اليوم الأسود، يتربى في عزو».

أول عمل مسرحي

حسن مصطفى متزوج منذ أربعين عاماً من الفنانة ميمي جمال التي تعتبر شريكة له في الأعمال التي قدماها على مدار نصف قرن تقريباً، توجت بالعديد من الأعمال الفنية المشتركة، وقد كشف الراحل في أحد حواراته عن بعض الأسرار التي لم يعرفها الجمهور عن حياته الخاصة، من بينها أنه تربى في بيت متحفظ للغاية، حيث كان والده يعمل وكيل وزارة الأوقاف، وأخفى عنه التحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية.

متذكراً البدايات والخوف الذي كان ينتابه من المستقبل، مؤكداً أنه كان خوفاً مشروعاً كما أشار، حيث لا يمكن لخريج جديد من المعهد العالي للفنون المسرحية أن يمر من دون أن يخاف من الخطوة الأولى، التي كانت صعبة للغاية بالنسبة إليه في وجود ممثلين موهوبين ومحترفين، وهو في أول لحظة وقف فيها على خشبة المسرح الاحترافي ممثلاً في إحدى مسرحيات الكاتب الفرنسي موليير، تسلل الخوف إلى روحه تسللاً صاعقاً حتى انتهى من حالة الارتجاف التي كانت تنتابه، ملمحاً إلى أن كل ما قدمه لاحقاً هو بمثابة إضافة إلى هذه اللحظة التأسيسية التي لم يستطع أن ينساها طوال حياته.

لحظات مؤثرة

من التصريحات الأخيرة المؤثرة لحسن مصطفى عند سماعه خبر وفاة سعيد صالح: «ابني سلطان مات». وقالت ميمي جمال: تعرّفت إلى حسن من خلال مسارح التلفزيون التابعة للقطاع العام، فبدأت بيننا صداقة وطيدة ،تحوَّلت هذه الصداقة مع مرور الوقت إلى انجذاب شديد وتزوجنا.