شيعت الخرطوم أمس في موكب مهيب دكتورة خالدة زاهر الساداتي، التي تخرجت كأول طبيبة سودانية في عام 1952م، وكان ذلك حدثاً مهماً ومشهوداً في تاريخ تطور المرأة السودانية، ولم تقف دكتورة خالدة عند ذلك الحد في تعليمها بل استطاعت أن تحصل على مؤهل فوق الجامعي في وقت كان مجرد خروج المرأة من منزلها ضد الأعراف السودانية في نظر الكثيرين، حيث نالت دبلوماً في الصحة العامة وتخصصت في طب الأطفال في تشيكوسلوفاكيا، ونالت الدبلوم من إنجلترا.
تدرج
وتزوجت زاهر وهي ما زالت طالبة في الجامعة ، وقد عملت طبيبة في وزارة الصحة وتدرجت في السلك الوظيفي حتى وصلت إلى درجة وكيل وزارة، وجابت الراحلة من خلال عملها كطبيبة كل أقاليم السودان منادية وناشرة الوعي بصحة الطفل والمرأة وحقوقها ومحاربة العادات الضارة، حيث قدمت كثيراً من الخدمات الكبيرة والجليلة عندما عملت لفترة من الزمن مديراً لمركز رعاية الطفل بأمدرمان، كما شاركت في العديد من المؤتمرات الطبية خارج البلاد.
تحدي
اعتمدت زاهر على نفسها كثيراً، فكانت تذهب بالطرماي إلى المدرسة في ذلك الزمان، وهي تهوى القراءة والزراعة، ووجدت الراحلة نفسها فجأة في تحدٍ مع المجتمع المنغلق في ذلك الوقت عندما شجعها والدها واسع الأفق على مواصلة مشوار تعليمها فكانت أهلاً لذلك التحدي بدخولها كلية غردون الجامعية كأول طالبة سودانية تدرس في مدرسة كتشنر الطبية مع زميلتها ذات الأصول الأرمنية زروي سكركسيان، يحكى أن هنالك بعضاً من أعيان حي الموردة وهو الحي الذي تسكنه أسرة خالدة زاهر «فريق ريد» وبعض أعيان أمدرمان كانوا ضد فكرة تعليم المرأة ناهيك عن مواصلة تعليمها الجامعي وعملها بعد التخرج.