يقدم معرض التصوير الفوتوغرافي السنوي في دورته الرابعة «تقارب» التي افتتحت أول من أمس في مرسم مطر بدبي، أعمالاً متقدمة بنوعيتها ومضمونها خاصة بالنسبة للمواهب الناشئة، علما أن عدد المشاركين وصل في هذه الدورة إلى 19 مشاركا مقابل 10 مشاركين في الدورة السابقة.
ويكمن تميز هذا المعرض السنوي في مقاربته أو جمعه بين مصورين محترفين حصدوا العديد من الجوائز العالمية والمحلية مثل علي بن ثالث وموزة الفلاسي، وبين مواهب ناشئة تتميز بلمعية الإبداع سواء في كادر اللقطة أو المضمون.
عالم سريالي
وفي مقدمة أعمال الناشئة المميزة صور أسماء خوري الطالبة في جامعة زايد، التي استلهمت صورها بالأبيض والأسود من تفاعلات الحبر الأسود مع المياه التي تخلق عالماً سرياليا فيه الكثير من الجماليات التي تأسر العين.
وتقول روضة الصايغ التي تدرس الإعلام والسياحة عن موضوع سلسلة صورها الست: «أسرد في صوري إشكالية ضياع الإنسان الذي يأمل لدى ارتباطه بشخص آخر أن يكتسب هويته وثقته بنفسه، لكن ما يحدث في الواقع هو العكس إذ يتسبب ضياعه بفقدان السيطرة وبالتالي الغرق في متاهة أكبر تدفعه إلى خسارة الآخر».
واستخدمت روضة في ترجمة الحكاية شخصيتين معتمدة في تردد ملامح شخصية الرجل من خلال اعتماد سرعة غلق بطيئة للعدسة، وتقول عن نوعية مواضيعها: «أبحث دوما عن فكرة تجمع بين ثقافة المجتمع والرؤية النقدية».
نحت فوتوغرافي
واختارت أسماء الأحمد خريجة الفنون الجميلة والتصميم من جامعة الشارقة، منظوراً مختلفاً، حيث جمعت بين فن التصوير الفوتوغرافي ومجسمات النحت من عناصر الطبيعة، لتعالجها على برنامج الفوتوشوب وتقدم منحوتة فوتوغرافية تتناول مفهوم البيئة والزمن والمكان والأبعاد النفسية وغيرها.
تعابير
واعتمد الشاب أحمد جاسم في مجموعة صوره التي التقطها أول يوم عيد الأضحى على فكرة تعدد الأعراق وتشابه الناس المجتمعين في الحج بزيهم وشعائرهم، واليوم الأخير دون سواه يسجل الكثير من التقاليد التي تعتبر لدى الكثيرين بمثابة ولادة جديدة لهم. وانحصر تركيزي دوما على تعابير الوجوه والملامح«.
حاصدة الجوائز
ويتوقف الزائر طويلاً أمام أعمال المحترفين وفي مقدمتهم موزة الفلاسي حاصدة الجوائز الأجنبية والمحلية والتي أدهشت الزوار بصورة »بلا ملامح أو أسامي« ذات المساحة الكبيرة، التي تأسر الناظر إليها، بعمق قوة تعبير العينين المتعبتين العاتبتين من خلال غلالة شفيفة تغيب بقية ملامح الوجه، لتزيد من تأثير المشهد باعتماد الرماديات.
تقول موزة التي اعتبرت أول مصورة عربية منحها الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي لقب »مجيد الاتحاد الدولي« في الفئة البرونزية في بداية العام الجاري: هذه الصورة جزء من مجموعة استلهمتها من قصيدة »بلا ملامح أو أسامي" للشاعر الأمير السعودي بدر بن عبدالمحسن الذي يحكي فيها من خلال حادثة قطار مأساوية فقدان الإنسان لخصوصية كينونته بالموت الجماعي، ليتحول إلى رقم في النشرات الإعلامية.