قالت السيدة التي ألقت بأطفالها الثلاثة من نافذة أحد المباني السكنية بالمدينة المنورة قبل أيام، إن ما دفعها لاتخاذ أصعب قرار في حياتها هو بكاء أطفالها وعدم مقدرتهم على التنفس، بعد انتشار النيران داخل الشقة بالكامل وفشل محاولات الإنقاذ.
وتروي "أم نبيل" تفاصيل نجاتها وأولادها قائلة إنها كانت داخل المطبخ لإعداد السحور في ثاني ليالي رمضان، ثم فوجئت بصعود النار من موقد المطبخ، فحاولت إطفاء النار بطرق بدائية إلا أنها لم تستطع السيطرة على الحريق، عندها توجهت للنافذة لطلب النجدة من المارة أسفل المبنى، وكانت أدخنة النار تنتشر في الشقة، عندها قررت اصطحاب أطفالها الثلاثة إلى النافذة الرئيسية للحصول على الأكسجين بعد انتشار الدخان، حسبما أوردت صحيفة "المدينة".
وأضافت أن الكثيرين حاولوا إطفاء الحريق في الوقت الذي كانت تقف مع أطفالها عند النافذة، إلا أن محاولتهم فشلت، وخرج كل من كان يحاول إنقاذنا بعد الانتشار الكثيف للنيران، وازداد بكاء الأطفال وظهرت عليهم علامات الاختناق مع تناقص الأكسجين.
وأشارت إلى أنها كانت تفكر مع بكاء أطفالها كيف تستطيع الخروج بهم سالمين، ومع تجمهر الناس تحت المبنى ومعهم زوجها، شاهدت شاباً يحضر قماشاً أبيض، إذ طلب منها الشاب وزوجها القفز وسط القماش، مضيفة أنها قررت حينها القذف بطفلها الصغير، والذي لم يتأثر بشيء، ثم الطفلين الآخرين، وبعدها قفزت هي.
وتابعت "أم نبيل" بقولها: "إنها من أصعب اللحظات التي مرت علي في حياتي، لكن الله أراد لنا أن نكمل زيارتنا وأن نسعد بجوار رسول الله، بعد أن كتبت لنا حياة جديدة"، وشكرت السيدة أهالي المدينة المنورة، ممن حاولوا إطفاء الحريق وإنقاذهم وقاموا بمساعدتهم.