بين قارات العالم الست يتنقل الإعلامي علي آل سلوم عبر برنامجه «دروب» الذي تعرض قناة أبوظبي حالياً موسمه الثاني، رافعاً من كلمة «لتعارفوا» شعاراً خالصاً للبرنامج الذي يحمل رسالة إنسانية وثقافية وسياحية، تعتمد على عناصر التشويق والإثارة والغرابة والإلهام في تقديم القصص. في هذا البرنامج يبدو علي آل سلوم كأنه يتقمص شخصية «ابن بطوطة»، فلا يكتفي في حلقات برنامجه بتسليط الضوء على المناطق السياحية المعروفة في المناطق التي يزورها، بقدر ما يسعى إلى تقديم المعلومة الجيدة، والصفات والمميزات التي تخص المنطقة التي يحُط بها رحالة، ليأخذنا في رحلة طويلة نطلع خلالها على طبيعة المكان وأجواءه وتضاريسه وطبيعة الحياة الموجودة فيه.
يد النمر
قطار الموسم الثاني من برنامج «دروب» انطلق مع بداية الشهر الكريم، قاطعاً حتى الآن مجموعة من الدول فمن جزر القمر إلى كازان تارستان وحوض الأمازون وكينيا وبيرو وظفار ونيوزيلندا وبنما وغيرها من المناطق التي حط فيها البرنامج، وفي كل حلقة تشعر بأن آل سلوم يسعى إلى التنقيب عن الظواهر الغريبة في كل دولة، ففي بنما مثلاً يستعرض لنا القصة التي تقف وراء جدارن «يد النمر» الواقعة في قلب مدينة بنما القديمة، وبحسب ما يوضح فإن الجدران القديمة كانت تبنى للتفريق بين الطبقات الغنية والفقيرة، وأن هذه الفكرة جاء بها الإسبان إلى بنما، حينما كانوا يسعون إلى بناء مستعمراتهم الجديدة، مستعرضاً لنا أيضاً جزءاً من تاريخ قناة بنما المشهورة التي أصبحت اهم همزة وصل بين دول العالم.
تبادل ثقافي
الأمر نفسه انسحب على حلقة «نيوزيلندا» التي يستعرض فيها بعضاً من تاريخ قبائل آل ماوري وكيفية وصولها إلى نيوزيلندا، مبيناً أن التحية الرسمية أو التقليدية لقبائل آل ماوري تشبه إلى حد كبير التحية الإماراتية، وهي ملامسة الأنف بالأنف ويطلق عليها هناك اسم «هونغي»، ويبين في هذه الحلقة أن هناك الكثير من العادات التي نتشارك بها مع دول العالم الأخرى، والتي يمكن أن نتعرف عليها من خلال التبادل الثقافي والتواصل الحضاري معهم، ليؤكد آل سلوم من خلال ذلك على أهمية التفاعل الإنساني مع الآخرين من كل الجنسيات، ما يساهم ذلك في تعزيز الأخلاق الحميدة في نفوسنا وتوطيد العلاقة مع الشعوب الأخرى.
«الإنسان يستطيع أن يسحر الآخرين بقوة الكلمة»، هذا ما يؤكده آل سلوم في حلقة «قبائل نيوزيلندا» خلال زيارته لموقع تصوير أفلام «ذا هوبيت» و«سيد الخواتم» والذي تم في نيوزيلندا ويستقبل يومياً بين 2000 – 3000 سائح، مشيراً إلى أن رواية «سيد الخواتم» تعد الأكثر قراءة لدى الغرب بعد الكتاب المقدس، وأن المحيطين بمواقع التصوير يتعاملون معها كأنها واقع، رغم معرفتهم أنه جزء من رواية خيالية.
ظفار
ركز علي آل سلوم في زيارته لمنطقة ظفار في سلطنة عمان، على قضية الاهتمام بالبيئة ويبين جهود أهالي ظفار بقضية النمر العربي المهدد بالانقراض، وأوضح سلوم أن هناك الكثير من البرامج والندوات التي تهتم بقضايا الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض، وأوضح أن كل من قابله في منطقة ظفار لأجل النمر العربي بدءاً من مكتب حفظ البيئة وحتى الأهالي العاديين يثبت فكرة أن الأهالي هم الأكثر اهتماماً ببيئتهم، كونها تعد ثروتهم التي يجب أن يحافظوا عليها، مشيراً إلى وجود العديد من التجارب البيئية في المنطقة التي يجب الافتخار بها وعدم التقليل من شأنها.