التزاماً من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بالحفاظ على التراث الإماراتي والتعريف بكنوزه عربياً وعالمياً واستقطاب السياح، قدمت الهيئة فرصة سانحة للجمهور للاطلاع عن كثب على روائع هذا الموروث العريق في إطار فعاليات مهرجان الحرف والصناعات التقليدية الثاني المقام حالياً تحت رعاية سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، في سوق القطارة بمدينة العين ويستمر لغاية 7 نوفمبر 2015
ينقل المهرجان كل زائر له، إلى نبع الأصالة وعبق الماضي الذي يشدو بتراث الأجداد، ودورهم في إرساء دعائم الأسواق الشعبية التي لم تكن فقط محطة للتعاملات التجارية كالبيع والشراء، وإنما محطة لتبادل الأخبار، وملتقى ثقافياً أدبياً وتجارياً.
فروع
ضم المهرجان العديد من الأقسام الخاصة بالتراث والثقافة والتسوق ومنها القسم الثقافي والذي اشتمل على العديد من العروض الحية لجميع المهن والحرف التقليدية الخاصة بالتراث الإماراتي والتي تعبر عن ماضي الأجداد العريق لترسيخه في نفوس الأجيال ليتعزز لديهم التراث والهوية الوطنية، إضافة إلى عرض المقتنيات التراثية والمنتجات الإماراتية من مشغولات يدوية أبرزت الحرفية العالية التي تميز بها المنتج الإماراتي قديماً..
كما استعرضت النسوة الإماراتيات في محالهن الكثير من المنتجات التقليدية منها «الملابس التراثية والأقمشة والمنسوجات الشعبية، العطور والبخور والمباخر المحلية الصنع، التحف والهدايا، التوابل العطرية من بهارات وأعشاب، عملات قديمة، حلي ومشغولات ذهبية، الأواني المنزلية، لوحات تراثية، إلى جانب محال تعرض الحناء، الحلوى..
بالإضافة إلى بعض المأكولات الشعبية والمشروبات الخفيفة، وغيرها الكثير من احتياجات المنطقة والسكان من مختلف المنتجات المتنوعة بأسعار مناسبة، وليكون وجهة سياحية مميزة، خصوصاً أن هذه المنطقة يكثر فيها الزوار والسائحون، والمواطنون والمقيمون ممن يحبون منتجات الأسواق الشعبية.
تصميم تراثي
إنّ تصميم السوق بشكل تراثي مع احتفاظه بكل العناصر الحديثة تتناسب والهدف من وراء إنشاء هذا السوق بالحفاظ على بعض المهن التراثية من الاندثار، وتشجيع المواطنات من الأسر المنتجة على ممارسة هذه المهن وحمايتها من الاندثار، كما يتيح فرص عمل للمواطنات من خلال إيجاد أسواق خدمية للمجتمع..
والتعريف بتراث الإمارات، ووضع السوق على الخريطة السياحية، ولم يغب عن بال منظمي المهرجان أهمية الكتاب لذا ارتأت دار الكتب المشاركة في هذه التظاهرة التراثية عبر ركن خاص عرضت فيه أحدث إصداراتها وأهمها في مجال التراث.
تعبير
وقال سعيد حمد الكعبي رئيس قسم الحرف والمنتجات التقليدية في الهيئة: «بات المهرجان في عامه الثاني تعبيراً صادقاً عن هذا الاهتمام ووجهاً من وجوه نشر الوعي التراثي، وامتداداً طبيعياً للاهتمام بحاضر أبناء الوطن وتنمية وعيهم وإدراكهم بتراثهم وتاريخهم، بما يؤكد التعبير الراسخ عن القناعة بأن تراث المجتمع هو عنوان لحاضره ومقدمة لمستقبله، كما أن فعالياتنا موجهة لكل أفراد الأسرة حتى نكون الوجهة الأمثل لهم».
وأضاف الكعبي «يتميز هذا السوق بأصالة الطابع التراثي المحلي ليصبح واحداً من أهم الأسواق الشعبية في المنطقة، ويأتي من منطلق حرصنا في الهيئة على تنفيذ استراتيجيتنا بأهمية الحفاظ على تراث الإمارات لتحقيق تطوير ينسجم ويجمع بين الأصالة والحداثة في وجه التطور العمراني».
ولفت الكعبي إلى أن المهرجان زاخر بالأنشطة والفعاليات والبرامج الجاذبة للزوار، والتي تعكس مختلف تفاصيل ومكونات وعناصر التراث الشعبي المادية وغير المادية.