من الحقائق المرعبة التي أخبرتنا بها هيئة الأمم المتحدة، تزايد عدد النازحين بسبب الحروب والصراعات والاضطهاد على مستوى العالم إلى حد تسجيل رقمٍ قياسيّ العام الماضي وصل إلى حوالي 60 مليون نازح، حيث وصل الرقم اليومي لأعداد النازحين إلى 42.500 شخص! ولتكتمل الصورة يهمنا أن نعلم أن الأطفال يشكّلون 50% من أعداد النازحين!

إن «معاناة الإنسان» حول العالم تزداد وتتوسّع وبذل الجهود الإنسانية في هذا المسار يجب أن يتواكب مع التطورات ليكون على مستوى الوضع المأساوي الذي يعيشه الإنسان في عددٍ من دول العالم، ومن هذا المنطلق قام عددٌ كبيرٌ من المصورين المهتمين بالعمل الإنساني والخيري بالتفرّغ ليكونوا سفراء للإنسانية من خلال تطويع عدساتهم لنقل قصص المعاناة المتنوعة للنازحين .

إن أغلب المصورين في العالم مهتمون بالشأن العام ولديهم الرؤية لتقديم يد العون إلى المحتاجين، لكن التقنية الفكرية في صناعة الفارق تختلف من عقليةٍ لأخرى، كما أن مدى البذل يختلف أيضاً بين شخص وآخر.

فهناك من يعتبر أن مهمة المصور تنتهي عند التقاط صور النازحين هنا وهناك ونشرها على مدونته وحسابات التواصل الاجتماعي الخاصة به، وبعض الصحف والمجلات المهتمة بمتابعة أحوال النازحين في العالم. في الواقع أن هذا السلوك قد ينجم عنه بعض النتائج الإيجابية لكن بوسع المصور أن يكون مؤثراً بشكلٍ أكبر.

حول العالم هناك العديد من فرق المصورين التي اتحدت ونسّقت جهودها ورؤاها ووضعت خطط عملٍ فعّالة جوهرها يعتمد على تصوير محاور المعاناة الإنسانية بتقنياتٍ احترافيةٍ عالية المستوى، ثم عملت على توثيق النماذج المختلفة من الحلول المؤقتة والدائمة التي تسهم في تخفيف معاناة النازحين .

الخطوة التالية هي تعميم النماذج البصرية للحلول على اختلاف أنواعها عبر وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي والمنظمات المعنية وحتى على تجمّعات ومخيمات النازحين،المصور الحقيقي يدرك ضرورة تطويع مهاراته وقدراته في ممارساتٍ إنسانيةٍ راقية ونشر القيم الاجتماعية والسلوكية الخيّرة وتوظيف العدسة المستديرة في خدمة البشرية.

فلاش

هل تعمل على تحديث أولويات عدستك حسب مستجدات الأحداث؟