كشف محللون لصندوق الطائرة الروسية الأسود مساء الجمعة أنهم سمعوا فيه ما يشبه صوت انفجار قنبلة، على حد ما نقلت صحيفة "التايمز" البريطانية عن وسائل إعلام فرنسية استندت إلى "مصدر" ذكر أنه يمكن سماع "فقدان مفاجئ جدا للضغط" المعروف تقنياً باصطلاح Explosive decompression في حقل الطيران، في 24 دقيقة من رحلة "الروسية" التي اختفت بعد هذا الوقت عن الرادار، إلا أن المحققين استبعدوا أن يكون السبب عطلا بالمحرك، وعزوه لانفجار قنبلة.
والصوت الذي سمعوه شبيه بانجذاب الشفط من الداخل إلى الخارج، وهو ما نسمعه في فيديو موضوع في "يوتيوب" بعنوان Qualtest Explosive Decompression Setup Demonstration ويحاكي ما سمعه المحللون في مصر لصندوق "الروسية" الأسود، وهم خبراء فرنسيون وروس وأيرلنديون وألمان. كما تم دمجه بفيديو آخر، لما يفعله الفقدان المفاجئ للضغط، حيث يظهر المشهد المحاكاتي كيف تشققت الطائرة من مقدمتها وتناثرت أجزاؤها وما بداخلها في الجو.
وظهر جديد آخر ومهم، أتت عليه "التايمز" وغيرها من صحف بريطانيا اليوم السبت، عن طيار بريطاني لمح بنفسه صاروخاً "متسارعاً في الأجواء" إلى درجة أصبح قريبا 300 متر من طائرة كان يقل بها 189 راكباً من لندن إلى شرم الشيخ، فانحرف بها عن خط سيرها وتفاداه، ليهبط بعدها بسلام في مطار المنتجع المصري، من دون أن يخبر ركابها بما قد يقلب السياحة عليهم إلى مناحة، وهو أنهم كانوا على بعد ثوان معدودات من مجزرة جوية كالتي حطمت الطائرة الروسية السبت الماضي في سيناء.
الصاروخ، المجهول طرازه، مرّ قرب الطائرة التابعة لشركة Thomson الجوية البريطانية، في 23 أغسطس الماضي، لكن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، كما في "التايمز" أيضا، علمت به أمس الجمعة فقط، ونشرته في العاشرة و22 دقيقة مساء بموقعها، أي 1.22 دقيقة فجر اليوم السبت بالتوقيت السعودي، وفيه أن "دائرة النقل" البريطانية، أكدت رواية الطيار الذي لم تنشر الصحف اسمه، بقول مصدر فيها، إنه أصدر أمرا لمساعده حين رأى الصاروخ متجها نحو الطائرة "بالانحراف بها يسارا، ليتفاداه حين كان قريبا منها مسافة 1000 قدم فقط"، كما قال.
وكانت الطائرة، غير المعروف طرازها ولا ما كان ارتفاعها أو موقعها قرب شرم الشيخ حين رأى طيارها الصاروخ، قامت بالرحلة ذلك اليوم من مطار "ستانستد" البعيد بشمال شرقي لندن 45 كيلومترا عن وسطها، وكان من المفترض أن يبقى طاقمها ليلة في شرم الشيخ، والعودة من المنتجع في اليوم التالي، إلا أن الخشية من صاروخ آخر جعلت أفراده الخمسة يعودون في اليوم نفسه إلى لندن.
ورفضتThomson الجوية التعليق أمس على الخبر، في حين ذكر "متحدث" حكومي: "أننا قمنا بالتحقيق في الحادث وقتها، واستنتجنا أن الطائرة لم تكن مستهدفة، وكان إطلاق الصاروخ على الأرجح ضمن تمارين ومناورات عسكرية روتينية" للجيش المصري ذلك الوقت في المنطقة.