يفتح مهرجان الشيخ زايد الترثي المقام حالياً في منطقة الوثبة بأبوظبي، الباب لأطفال الجيل الحالي ليبدعوا ويبتكروا ويتعلموا تصنيع الألعاب الشعبية البسيطة بعيداً عن عالم التكنولوجيا والتطور الذي نعيش فيه، فزوار المعرض الصغار يجدون في قرية الألعاب التراثية متنفساً للعب والتعرّف على ما كان موجوداً من الألعاب في العصر الماضي، وكذلك فرصة ليصنعوا ألعابهم بأيديهم من خلال ورش العمل التي يديرها متخصصون في الألعاب التراثية.
ملفتة للنظر
علي الشحي، الخبير في التراث والمتخصص في التصنيع والتدريب على الألعاب التراثية، تحدث لـ«البيان» عن موجودات القرية التي تلفت أنظار الأطفال من الوهلة الأولى، وقال إن الالعاب التراثية كثيرة لكننا نعرض هنا نماذج منها بحسب ما أتاحت لنا المساحة المخصصة للقرية في مهرجان زايد التراثي.
وأوضح الشحي أن القرية تضم ألعاب المريحانة، والميزان، والقبة والمصتان، والعنبر، والتيلة، والكيرم بالإضافة إلى ورش العمل والتي تشمل ورشة عمل لتصنيع لعب السيارات التقليدية للأولاد، وأخرى لتصنيع العرائس للفتيات، وهناك ورشة الحنّاء، و«دكان مال أول» الذي يبيع الألعاب والأشياء القديمة.
الإبداع والابتكار
وأكد خبير الألعاب التراثية ان القرية لا تقتصر على عرض الألعاب الشعبية التي يمكن للأطفال تجربتها فحسب، بل هناك جهود كبيرة لتعليم الأولاد كيفية صنع ألعابهم بأدوات تقليدية وبسيطة، وبث روح الإبداع وثقافة الابتكار في نفوسهم. وقال: «تركيزنا منصب على الأطفال من عمر 4 إلى 6 سنوات، حيث تتميز هذه الفئة السنية بقابلية لتلقي المعلومة ورغبة في تجربة كل ما هو جديد».
وأشار أنه وبحكم عمله في هذا المجال، قد صادف العديد من الأطفال المبدعين الذين حاولوا أن يطبقوا ما تعلموه في بيوتهم، ونجح الكثيرون منهم في ابتكار لعبهم الخاصة بعد أن أعملوا ملكة التفكير واستخدموا حس المبدع لديهم.
وقال: «نحاول أن نحبب الأطفال بالألعاب التراثية من خلال إعطائهم المبادئ الأولية وتبسيطها لهم، فهم بإمكانهم استخدام ما هو متوفر لديهم كقطع الخشب والعلب الحديدية والقماش لصنع دمى وألعاب مسليّة ومن صنع أيديهم».
فوارق
وعلق الشحي على الفارق بين الألعاب الشعبية والألعاب التكنولوجية الحديثة، بأن الأخيرة تعتبر جسداً بلا روح، فالطفل يملّ منها بسرعة ويرميها بعد ساعات قليلة من اللعب، وهذه النوعية من الألعاب لا تتيح للصغار مجالاً لإعمال العقل والتفكير، بعكس ألعاب التراث التي تعتمد على الذكاء والحركة وحب الاستطلاع، وهذا ما يجعل من زوار قريتنا ينجذبون إلى المعروضات ويتعلمون في روش العمل كل ما يرتبط بتراث أجدادهم.
ومن الألعاب التراثية المعروفة المعوضة في القرى، لعبة «التيلة» وهي عبارة عن قطعة زجاجية كروية الشكل وألوانها مختلفة وتلعب بطرق عدة والهدف منها كسب أكبر عدد من التيل، وهناك لعبة «الكيرم» فتلعب على طاولة مربعة الشكل، ويستطيع اللعب شخصان أو أكثر، ولديها حبوب مخصصة حمراء وبيضاء وسوداء.