شهدت الجلسة الحوارية التي أقيمت في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، أول من أمس، طرح تساؤلات من نخبة من المبدعين ورؤساء الأقسام الثقافية في الصحف والمجلات المحلية، تجاوزت الصيغة الاستفهامية لعنوان الجلسة «الصحافة الثقافية في دولة الإمارات» إلى تساؤلات أخرى ونقاشات طرحها المشاركون حول أبرز التحديات التي تواجه الصحافة الثقافية في الدولة.
جمهور من نخبة المثقفين، أبرزهم الأديب محمد أحمد المر وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة، والأديب عبد الغفار حسين، حضروا الندوة التي تحدث فيها كل من: الشاعر حسين درويش رئيس قسم الثقافة والمنوعات في «البيان»، وعلي العامري رئيس قسم الثقافة والمنوعات في «الإمارات اليوم»، ومحمد زاهر رئيس القسم الثقافي في جريدة الخليج، ونواف يونس مدير تحرير مجلة دبي الثقافية، والدكتور عمر عبد العزيز رئيس تحرير مجلة الرافد، وأدارتها الكاتبة والإعلامية عائشة سلطان.
المشهد الثقافي
وأشارت عائشة سلطان في تقديمها إلى تساؤلات عديدة طرحتها للنقاش. وقالت: «ما هو السبب في غياب المواطن الإماراتي الذي يدير ويتابع الشأن الثقافي، ليجيب نواف يونس عليه بالقول إن هناك الكثير من الأدباء والشعراء الإماراتيين الذين انغمسوا مع بداية تشكيل المشهد الثقافي بالإمارات في الكتابة الصحفية والأدبية عبر الملاحق الثقافية للصحف المحلية، لكون الصحافة مهنة المتاعب وتتطلب وجود الصحفي في العمل لفترات طويلة.
حضور بارز
قال حسين درويش:»للصحفيين الإماراتيين حضور بارز في الصحافة المحلية، فهناك كتاب رأي وكتاب أعمدة في جريدة «البيان»، وإن كان ذلك يحسب لجريدة «البيان» فهو يحسب للصحافة المحلية التي تساهم في تعريف القارئ بهذه الأسماء، وأكد إن المنتج الصحفي المحلي منتج جيد، وأصبحت هناك مرحلة جديدة انتقلت فيها الصحافة من النموذج الورقي للاهتمام بها من خلال الفضاء الإلكتروني. بينما رأى علي العامري إن فترة الثمانينات كانت ذهبية في مجال العمل بالمجال الثقافي بالإمارات، وهناك مجموعة من الأسماء اللامعة التي ما زال عطاؤها مستمراً في العديد من الفعاليات الثقافية بالدولة، ولكن في تلك الفترة كان من الصعب وجود مؤسسات تستقطب هؤلاء المثقفين، بينما نجد اليوم أن العمل في مجال الصحافة الثقافية أصبح غير جاذب.
عام القراءة
وفي تساؤلات أخرى، نوهت عائشة سلطان إلى دور الصحافة الثقافية في تعزيز ثقافة القراءة انطلاقاً من مبادرة «عام 2016.. عام القراءة» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لتمثل خطوة جديدة في مسيرة الدولة نحو ترسيخ ثقافة العلم والمعرفة، وفي ذلك أشار محمد زاهر إلى أن المواقع الإلكترونية تؤكد أن نسبة القراءة في تزايد، بالإضافة إلى مبيعات الكتب العالية في معارض الكتب، وتزايد عدد دور النشر المستمر، ومن جانبه قال حسين درويش: «إن»البيان«استطاعت خلال السنوات العشرين الماضية أن تقرب المسافة بين القارئ والكتاب، من خلال المبادرات التي أطلقتها ومن بينها»بيان الكتب«الذي يعتمد على خلاصة تجارب في صحف بريطانية وفرنسية وأميركية نقدم فيه للقارئ ملخصاً لكتب صدرت حديثاً في العالم»، مشيراً أيضاً إلى تجربة سلسلة «الكتاب للجميع» وهو عبارة عن كتاب يوزع شهرياً مع الصحيفة ويقدم مجاناً للقراء.
وقال: «من خلال هذه التجارب استطعنا تقريب المسافة باتجاه الكتاب والقراءة وتعزيز ما نحن مقبلون عليه في عام 2016».
تكريم
كرم سلطان صقر السويدي رؤساء الأقسام الثقافية في الصحف والمجلات المحلية تقديراً لإسهامهم في الحراك الثقافي المحلي، ولدورهم في المشهد الثقافي في الإمارات.