لا تكاد أروقة سوق الذهب الواقع في منطقة ديرة بدبي أن تهدأ، فمع صبيحة كل يوم، وبمجرد أن يفتح السوق أبوابه، حتى يبدأ عشاق الذهب والمجوهرات بالتوافد إليه، لتعكس بريقها على ملامحهم، ووسط عمليات البيع والشراء، تطل الجولات السياحية، التي تفتح أمام السياح باباً آخر يطلون منه على أصالة التراث الإماراتي، حيث يعد السوق تحفة فنية وجمالية رائعة.
وبالنظر إلى مكانة دبي وسوقها، حرص مهرجان دبي للتسوق، أن يخصص مكاناً للذهب بين روائعه، التي لمع بريقها في فضاء السوق، حيث انتشرت لافتات المهرجان الترويجية وصناديق إيداع الكوبونات الخاصة بالمهرجان في كل أرجاء السوق، الذي يضج بحركة الزوار.
وجهة اقتصادية
العديد من مرتادي سوق الذهب عبروا عن إعجابهم الكبير فيه، وذلك خلال استطلاع قام به المركز الإعلامي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، إحدى مؤسسات دائرة السياحة والتسويق التجاري، الجهة المنظمة لمهرجان دبي للتسوق، حيث اعتبر عدد من المستطلع آراؤهم أن السوق يجمع بين أصالة الماضي ببنائه وتصميمه وطابعه التراثي القديم، وبين ما يعرضه من مشغولات وتصاميم ذهبية قيمة وفريدة بكل معنى الكلمة، ما جعل سوق الذهب يعد من أفضل الوجهات السياحية والاقتصادية في دبي.
السائحة النيجيرية أولوواتسي أوكولاتيس، التي وقفت أمام أحد محال الذهب تتمعن في ما يقدمه من تشكيلات جميلة. قالت: أحب مدينة دبي كثيراً، وقد زرتها أكثر من 7 مرات، حيث يلفتني التمازج الغريب القائم على أرضها، سواء من حيث الوجوه والسكان أو من حيث البناء والحضارة، كما أنني أحب سوق الذهب، بشكل خاص، وقد زرته أكثر من مرة، فهو جميل ببنائه وما يعرضه من تصاميم حديثة ولافتة للنظر.
وأضافت: «جئت إلى السوق لأبحث عن تصميم جميل ومختلف من الذهب، والحقيقة لفت نظري تصاميم جميلة عدة، لديّ ميزانية للشراء بنحو 5 آلاف دولار، لأشتري ما يعجبني ويتوافق مع ميزانيتي».
أما السويدي نيلز إيريك الذي كان يجلس برفقة زوجته على أحد المقاعد الخشبية في استراحة قصيرة، قبل أن يواصلا جولتهما في سوق الذهب، فقال: عندما سمعنا عن سوق الذهب للمرة الأولى، ظنناه صغيراً، إلا أنه تبين لنا بعد زيارته ضخامة مساحته، التي أعطتنا فرصة جيدة لاستكشافه وتبيان ما فيه.
وعبرت زوجته بيرت عن رغبتها باقتناء قطعة ذهبية من السوق، إذ إنه يحتوي على تصاميم جميلة جدا ولافتة للأنظار لم ترَ مثلها في أي مكان آخر بالعالم.
مرآة للتراث
من جهته، تحدث الكويتي حمد فهد عن تجربته في السوق. وقال: هذه المرة الأولى التي أزور فيها سوق الذهب بدبي، لقد أعجبتني التصاميم المعروضة في السوق، كما أسرت زوجتي التفاصيل الصغيرة، التي تميز المشغولات الذهبية في الإمارات، التي تنم عن دقة وحرفية العمل، ما دفعها للإصرار على شراء طقم ذهبي، بلغت قيمته 22 ألف درهم، وهو سعر مرتفع نسبياً نظراً لارتفاع المصنعية في الذهب الإماراتي، لكن ذلك لم يمنعني من شراء الطقم لها نظراً لاقتناعي به ورغبة في إرضائها.
من جهة أخرى، عبرت كارلا تيادندا، وهي مكسيكية مقيمة في دبي، جاءت إلى السوق برفقة زوجها كارلوس، عن حبها لسوق الذهب، الذي يعكس جزءاً كبيراً من الثقافة الإماراتية سواء من حيث تصميم البناء أو ما يضمه من مشغولات ذهبية تعكس الطابع والذوق العربي والإماراتي، وهو الأمر الذي يجعل من هذا السوق وجهة سياحية مرغوبة لدى السياح، الذين تصطحبهم كارلا إلى السوق في جولاتها السياحية، لا سيما من الأرجنتين والمكسيك والدول اللاتينية الأخرى. وأوضحت كارلا: إن أقاربها اشتروا مشغولات ذهبية أعجبتهم، وقد أنفقوا خلال جولتهم في سوق الذهب أكثر من 25 ألف درهم.
حركة
من جانبه، تحدث عبد اللطيف بالاكودك البائع في أحد محال الذهب عن حركة البيع والشراء في السوق، بالقول: لدينا إقبال على شراء الذهب هذه الأيام، لا سيما من قبل السياح، الذين يفدون إلى دبي خصيصاً من أجل اقتناء تصاميم جميلة ومختلفة، ومن أكثر الجنسيات إقبالاً على الشراء هم: الإيرانيون، والروس، والأفارقة، والهنود.
وقال ياسين دري، بائع في محل ذهب: الحركة والإقبال على شراء الذهب موجودة في السوق على مدار العام، ولدينا زبائن كثر يأتون لشراء المشغولات الذهبية من شتى أنحاء العالم، وأكثرهم من الجنسية الهندية، وحالياً نشهد إقبالاً لافتاً من قبل الزبائن.
يذكر أن سوق الذهب يقع على ضفاف الخور في منطقة الرأس بديرة، وهي منطقة الأعمال الرئيسة في الإمارة، ويمكن الوصول إليه بواسطة المترو أو الحافلة، لكن الأمر ممتع أكثر من حيث المشاهد البديعة بركوب التاكسي المائي، الذي يعرف بالعبرة.
ويضم السوق أكثر من 300 متجر تبيع المشغولات الذهبية والمجوهرات، فضلاً عن التحف الكلاسيكية والحديثة، وهو يعد من أكثر الأسواق ازدحاماً في المنطقة، ويجتذب المتسوقين من كل أرجاء العالم.