أفلام الأبيض والأسود مرآة مجتمع ينبض بكثير من الحكايات، التي نسجت أجمل القصص وتوهجت بالحب والفراق والألم والأشواق، ولكن ماذا لو دخلت هذه الأعمال إلى عالم التكنولوجيا؟ وقتها ستكون في ورطة، وسيتم تحويل مسار تلك الأفلام 180 درجة، وستنتهي أحداث الفيلم قبل أن تبدأ، فالنهايات ستكون مغايرة عما شاهدناه وتعودنا عليه، وسيختفي بريقها السينمائي المليء بالأحداث الساخنة.

حرمان على محطة القطار

أحمد ومنى؛ إحدى قصص الحب التي لم يكتب لها النجاح بالطريقة المعهودة، فالحب والحرمان والسعادة المتوارية التي تخشى أشعة الشمس كانت لسان حالهما.

حب على شواطئ مرسى مطروح الساحرة جمع بين شادية وصلاح ذو الفقار في أجمل الأفلام الرومانسية «أغلى من حياتي» التي تدور قصتها حول أحمد ومنى اللذين تفرقهما الحياة، بعد رفض والدها له لرغبته في تزويجها بآخر، ليقرر بعدها أحمد السفر والرحيل وينتظر منى في محطة القطار ليسافرا معاً، وقتها تحاول منى اللحاق بأحمد، ولكن القطار يسلك طريقه قبل أن تصل إليه، فيسافر أحمد ويتزوج من أخرى، وتعيش منى على أمل رؤية أحمد من جديد، لتتوالى بعدها سلسلة من الأحداث.

هذه القصة كانت ستتغير أحداثها إذا امتلك أحمد ومنى «الموبايل» الذي كان سيمكنهما من الالتقاء من جديد والعيش بسعادة، ولكن في الوقت نفسه كان سيخسر المشاهد الاستمتاع بقصة العمل التي حملت بريقاً خاصاً للحب الصادق البريء، وتضحيات ربما اندثرت عن حياتنا.

ورطة الزوجة الثانية

لو كان «دي إن أيه» ذلك التحليل الذي يستخدم في قضايا النسب، موجوداً في عهد فيلم «الزوجة الثانية» الذي جسد قصته صلاح منصور وسعاد حسني، لاختلف سيناريو العمل الذي يروي رغبة عمدة إحدى القرى في الريف المصري في إنجاب ابن يورثه ويحمل اسمه، فيطمع في خادمته فيجبر عامله على تطليقها ويتزوجها جبراً، من خلال تهديده بتلفيق تهمه له، ولكنها تستخدم الحيلة في إبعاده عنها، وتستمر علاقتها بزوجها، وينتهى الفيلم بإصابة العمدة بالشلل عند علمه بحملها ويموت.

أما عبد الحليم حافظ في «شارع الحب» ذلك الشاب الموهوب الذي كان يحلم بالشهرة والمجد، ولكن الظروف كانت تعيق وصوله إلى حلمه حتى نهاية العمل، ربما لو كان يعلم بوجود «يوتيوب» لقام بتسجيل فيديوهات لصوته وأصبح لديه العديد من المتابعين والمعجبين بصفحته.

من الحكمدار إلى أحمد

«الدواء فيه سم قاتل» تعد من أشهر مقولات السينما المصرية، التي ترددت طوال أحداث فيلم «حياة أو موت» للفنان عماد حمدي والفنانة مديحة يسري، حيث تدور القصة حول رجل يصاب بأزمة قلبية فيرسل ابنته للحصول على الدواء، ولكن يكتشف الصيدلي تسببه بالخطأ في تركيب الدواء ليصبح سماً قاتلاً، فيحاول بمساعدة الشرطة بالبحث عن الرجل، وإنقاذه قبل تناول الدواء، فيتم البحث عن الفتاة التي أخذت الدواء في مختلف المناطق المحيطة بالصيدلية، وإطلاق عبارات تحذير عبر الراديو «من حكمدار العاصمة إلى أحمد إبراهيم القاطن بدير النحاس لا تشرب الدواء، الدواء فيه سم قاتل» وقتها تستمع زوجته للإذاعة وتذهب على الفور لإنقاذ زوجها، كذلك لو كان «الموبايل» متوفراً لفقد العمل بريقه، والإثارة والتشويق التي جعلت المشاهد في حالة من القلق والترقب عما إذا كانوا بالفعل سيتم إنقاذه أم سيتناول الدواء ويموت.