تسعى المؤسسات لفتح باب واسع كي تدخل عبره الثقافات المختلفة، فتتيح فرصة للنظر في الفكر الإنساني المتعدد بآرائه وقناعاته، والخروج منه إلى أفق أكثر اتساعاً في عالم نابض بالحراك المستمر باتجاه الاستقرار على مبدأ التحضر،..
وتوافقاً مع رؤية سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي حرم صاحب السمو حاكم الشارقة رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة في دعم مسيرة المرأة العربية وبحضورها الملتقى، أقام المكتب الثقافي والإعلامي للمجلس ملتقى «المرأة العربية والثقافة في عالم متغير»، بالأمس بنادي سيدات الشارقة والمستمر لمدة يومين، والذي يضم كوكبة من سيدات عربيات وإماراتيات بارزات بالوطن العربي.
الحياة البشرية
وأوضحت صالحة غابش مدير عام المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في كلمتها أن الثقافة اليوم ترسم مشاهد لا حصر لها تعكس تطورات الحياة البشرية التي بدت ضرورية منذ بدء الخلق الأول. فالثقافة عالم من المعرفة في كل مجال، وفضاء لا حدود له من الفكر والعواطف والأشكال السلوكية المختلفة والمستمدة من عادات وتقاليد تعكس العصر الذي يعاش فيه.
كما أشادت معالي الدكتورة أمل القبيسي رئيس المجلس الوطني الاتحادي في كلمتها حول «البعد السياسي في المشهد الثقافي للمرأة العربية»، بدور الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في تمكين المرأة، وتأكيدها الدائم أهمية المساواة بين الجنسين، ودعمها لتحقيق المزيد من النجاحات في نهضة الدولة والحياة العامة.
دائرة الانتماء
أدارت الجلسة الأولى ريم عبيدات مستشارة التدريب في مجال التميز والقيادة والاتصال، وكانت بمشاركة الدكتورة مريم سلطان لوتاه الأستاذ المشارك بقسم العلوم السياسية بجامعة الإمارات بورقة عمل عمل تتحدث فيها عن «المرأة العربية والثقافة في مواجهة التحديات»..
حيث وضحت دور الأسرة ومؤسسات التنشئة الرسمية كالمؤسسة التعليمية والإعلامية والدينية في القيام بعملية التنشئة، وبالرغم من أهمية هذه المؤسسات إلا أنه يبقى للأسرة الدور الأساسي في هذا المجال باعتبارها تمثل دائرة الانتماء الأولى للطفل الذي يكتسب منها سماته الشخصية وسلوكه والكثير من أفكاره ومعتقداته.
كما شاركت الإعلامية الكويتية فاطمة حسين بورقتها «بناء الثقافة الإنسانية بدءاً من الأسرة ووصولاً إلى المجتمع»، لتتحدث بأن الثقافة ليست مجرد قراءة كتاب أو نظم قصيدة شعر بل.. هي إمعان للبصر والبصيرة لفهم ما حولنا واستيعابه بالإضافة الإيجابية له وتجسيده في حياتنا اليومية ليصبح ثمراً لنبت مستقبلي تفخر به الأجيال القادمة.
وأضافت: نحن أمام الثقافة كلنا جاهل وكلنا معلم حتى نتمكن من صناعة مواطن يستحق هذا الوطن الجميل ليحول ثقافته (أي ثقافة الوطن) لتراث حضاري يستحق الاعتزاز به.
تحقيق التنمية
أما موضوع «المرأة ومواقع التواصل الاجتماعي بين التأثير والتأثر» فناقشته الدكتورة شيخة المهيري مديرة مركز البحوث الثقافية في هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة، والتي ناقشت وضع المرأة العربية الحالي في وسائل التواصل الاجتماعي وكيف أثرت وتأثرت بها و كيف يمكن أن تسهم في تشكيل ثقافة أكثر وعيا واستعدادا لتحقيق التنمية.
وطرحت الأديبة والكاتبة السودانية روضة الحاج فكرة «المشروع الثقافي العربي..ودور المرأة في صياغته»، حيث تناولت الأسس التي يجب أن يقوم عليها مثل هذا المشروع الثقافي، ليلاحظ تدهور اللغة العربية، وهي الأساس الجامع الذي سيستوعب فكر المشروع الثقافي. حيث الحرص على تعليم الأبناء في مدارس غير عربية مع عدم حرص على تعليمهم لغتهم الأم، خاصة إذا كانوا يقيمون خارج الوطن العربي.
أما الحلقة النقاشية فشاركت فيها الإعلامية منى أبوسليمان مقدمة برنامج «كلام نواعم» والدكتورة عائشة النعيمي رئيس قسم الاتصال الجماهيري بجامعة الإمارات وخولة الملا رئيس المجلس الاستشاري بالشارقة، وأدارت دفة المناقشة الإعلامية بتلفزيون الشارقة منية برناط.
وكانت محاور النقاش عن المرأة وكتابة الرأي بين الأدب والصحافة، والمرأة والبعد السياسي في ثقافتها، والمرأة العربية وعالمية الحضور والتأثر، وماذا يعني أن تكون المرأة «مثقفة»؟
تطلعات
سيقام في اليوم الثاني للملتقى ورشة موجهة لطالبات المرحلة الثانوية في قراءة لمستقبل الثقافة العربية من خلال تطلعات الجيل الجديد مع وضع أدلة الطريق لهذا المستقبل مع التأكيد على خصوصية دور الفتاة من الآن في بناء ثقافتها، وعنوان الورشة «ثقافة البنت العصرية».