اختتمت أمس الدورة الثانية من مهرجان «دبي كانْفَس» الفني الذي ينظمه بشكل سنوي «براند دبي»، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وذلك بعد أسبوعين حافلين بالفعاليات والأنشطة التي لاقت إقبالاً وحضوراً كبيرين من عامة الجمهور في جميرا بيتش ريزيدنس، الواجهة التابعة لشركة دبي للعقارات.

كما مثل المهرجان مناسبة نموذجية لاطلاع المهتمين بالفنون ودارسيها على شكل من أشكال الإبداع الفني الحديث، مرسخاً قيمته وأثره بين أهم المنصات المعنية بنشر مفاهيم الإبداع في المجتمع بأسلوب قريب إلى الناس.

وهدف «دبي كانْفَس» إلى ترجمة رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتحويل دبي إلى متحف مفتوح، في إطار مبتكر يعكس الروح التي تتفرد بها كمدينة عصرية ذات نهضة حضارية آسرة، وذلك من خلال مشاركة نحو 30 من أهم وأشهر الفنانين العالميين المتخصص أغلبهم في مجال الرسم ثلاثي الأبعاد، أبدعوا ما يزيد على 60 عملاً فنياً توزعت على امتداد كيلومترين في منطقة «جي بي آر» وباتت وكأنها معرض كبير لإبداعات الرسم ثلاثي الأبعاد.

دبي رائدة الإبداع

وعن دور دبي في تعزيز الإبداع الثقافي والفني الذي يعلي من القيم الإنسانية ويعتمد في مضمونه على تقريب الفنون ونشرها بين مختلف شرائح المجتمع وفئاته.

قالت منى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي: «تسلك دولة الإمارات نهجاً واضحاً يقوم على أساس إشاعة أسباب التعايش والتعاون والتقارب بين الناس ونشر مقومات السعادة فيما بينهم ضمن مسارات تعتمد في جوهرها على الإبداع لتقديم أفكار مبتكرة تساعد في تحقيق تلك الأهداف التي تشكل قوام رخاء المجتمع وركيزة تقدمه ورفعته.

ونحن في براند دبي، نستلهم هذا النهج ونحاول جاهدين أن نقدم مبادرات ومشاريع تترجمه عمليا على أرض الواقع ومن بينها مهرجان «دبي كانْفَس» الذي تعكس أعداد الحضور مدى التوفيق الذي أحرزه في ثاني دوراته.»

الجائزة العالمية

وقالت المري إن إطلاق المهرجان لجائزة عالمية هي الأولى من نوعها للاحتفاء بالمبدعين في مجال الرسم ثلاثي الأبعاد يعكس مدى حرص دبي على الريادة في تكريم الإبداع في شتى صوره وأشكاله، وقالت إن الجائزة تأكيد للدور العالمي لدبي في هذا الاتجاه، مشيرة إلى أن التطوير الذي شهده المهرجان في ثاني دوراته لقي ترحابا من قبل الجمهور الذي أعرب عن سعادته بتمديد فترة المهرجان وكذلك زيادة مساحة العرض فيه.

ووجهت منى المري الشكر لكل من ساهم في إنجاح المهرجان في ثاني انعقاد له وخصت بالشكر «جي بي آر» الوجهة التابعة لدبي للعقارات لتعاونها الكبير قبل وخلال الحدث، والفنانين العالميين المشاركين في هذه الدورة، لما قدموه من جهد واضح على مدار أسبوعين كاملين ولما أبدوه من أريحية في التواصل مع الجمهور والحديث إليهم حول أعمالهم ومناقشتهم فيها.

علاوة على ما قدموه من خبرات للفنانين المحليين المشاركين، حيث مثل المهرجان فرصة مثالية لهم للتعلم واكتساب مهارات جديدة تصقل موهبتهم الفنية، كما وجهت الشكر لفريق عمل المهرجان والشباب المتطوعين الذين حرصوا على القيام بالمهام الموكلة إليهم على الوجه الأكمل خاصة في إرشاد الجمهور وإمدادهم بالمعلومات اللازمة حول المهرجان وفعالياته المختلفة.

حدث عالمي

وفي ظل سعي دبي الدائم إلى تقديم أعمال مميزة، حرص «براند دبي»، على توفير كافة عوامل النجاح والتميز التي تضمن للمهرجان موقعاً مميزاً على خريطة المهرجانات الفنية والثقافية للمنطقة بما يقدمه من مضمون راقٍ يثري المشهد الإبداعي محلياً وإقليمياً.

وقال عارف مبارك، الرئيس التنفيذي لذراع إدارة الأصول التابعة لمجموعة دبي للعقارات: «لقد شهدنا تحولاً كبيراً في جميرا بيتش ريزيدنس خلال الأسبوعين الماضيين، حيث باتت المنطقة معرضاً مفتوحاً حقيقياً استقطب محبي الفنون والجماهير المحلية والدولية بشكل لم نعهده سابقاً.

فقد رسخ هذا الحدث تصدر جميرا بيتش ريزيدنس مشهد الفنون غير التقليدية ليس فقط في دولة الإمارات وإنما أيضاً في منطقة الشرق الأوسط، بما يتماشى مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

وأثبت اختيار هذه الوجهة المفتوحة الشهيرة بالتحديد كحاضن رسمي لمهرجان «دبي كانْفَس» بالإضافة إلى شراكتنا مع «براند دبي»، نجاحاً كبيراً تُرجم بالأعداد الهائلة لزوار المهرجان. ونحن على ثقة بمساهمة هذا الحدث في إثراء نمط الحياة داخل المجتمع المحلي بشكل عام، ونأمل أن نشهد مشاركةً أكبر للمواهب المحلية في العام المقبل».

مدارس جديدة

ومن أهم ملامح الدورة الثانية للمهرجان هذا العام، تمديد فترة انعقاده إلى أسبوعين كاملين، بدلاً من أسبوع واحد كما كان الحال في الدورة السابقة، علاوة على توسيع مساحة العرض على امتداد «جي بي آر» وبطول كيلومترين كاملين، وذلك لاستيعاب الأعداد الإضافية من الأعمال الفنية والتي بلغ مجموعها أكثر من 60 عملاً متميزاً لفنانين عالميين ومحليين، وإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الجمهور لمشاهدة تلك الأعمال والتجول بينها بحرية فيما يشبه المتاحف المفتوحة.

وتعكس زيادة الأعمال المشاركة في نسخة 2016 وارتفاع أعداد الفنانين المشاركين إلى نحو 30 فناناً من 14 دولة من بينها الولايات المتحدة الأميركية، وهولندا، وأستراليا، والصين، والمكسيك، النجاح الذي حققه المهرجان في دورته الأولى، ما منحه صبغة عالمية جعلته مناسبة يحرص كبار الرسامين العالميين على المشاركة فيه وتقديم أعمال نوعية يتفاعل الجمهور من مختلف الأعمار والفئات.

إضافة جمالية

وبهدف المساهمة في جعل منطقة «جي بي آر» مزاراً حافلاً بالأعمال الإبداعية المبتكرة، قرر «براند دبي» بالاتفاق مع «جي بي آر» الإبقاء على مجموعة كبيرة من هذه الأعمال الفنية المنفذة خلال المهرجان في منطقة العرض على امتداد «جي بي آر» بشكل دائم لتجعل منها متحفاً مفتوحاً بأعمال فنية متميزة ما يسهم في تطوير المشهد الحضاري للمنطقة ويضفي عليها طابعاً جمالياً جديداً.

وتضمّن مهرجان «دبي كانْفَس» 2016 العديد من الفعاليات مثل ورش العمل المتخصصة الرامية إلى توفير منصة متطورة للفنانين المحليين والمهتمين بالفنون للتواصل مع مجموعة منتقاة من المبدعين العالميين، والاطلاع على معلومات أوفر حول الاتجاهات الفنية الحديثة، إضافةً إلى مجموعة من العروض والأنشطة الإبداعية الأخرى التي تجعل من المهرجان حدثاً مناسباً لكافة الفئات العمرية.

مشاركة عالمية

وخلال مشاركته الدورة الثانية عبر الفنان الأميركي كيرت وينر، مبتكر ورائد فن الرسم ثلاثي الأبعاد، عن سعادته بزيارة دبي من جديد، مؤكداً أن التنوع الثقافي للإمارة يُشكل بيئة مناسبة جدا للصور التفاعلية التي يرسمها.

فهو يرى في دبي نموذجاً يحتذى به لما يجب أن تكون عليه مدن المستقبل، فهي تنمو تبعاً لتخطيط وتصميم مسبق ولذلك فهي توفر مقياسا جيدا لنجاح أي نوع من الفنون». عرض كيرت وينر هذا العام أعمالاً فنية حصرية تعرض لأول مرة وتصور مشاهد لقصص السفر والمغامرات والتي تعكس بيئة دبي متعددة الثقافات وطبيعتها العالمية.

نيل هاربسون

كما استضاف المهرجان هذا العام نيل هاربسون، الذي تطلق عليه صفة «سايبورغ»، الذي سحر زوار المهرجان بإبداعاته الموسيقية الرائعة التي تعكس ألوان دبي. نيل هاربسون، وهو أول رجل على مستوى العالم يُصنف من قبل حكومة على أنه «سايبورغ»، وهو مصطلح حديث يعني الإنسان الذي تمت زراعة تقنيات متطورة في جسده لتعويض وظائف حيوية مهمة يفتقر إليها.

شارك جمهور المهرجان تجربته الفريدة بقدرته على سماع «الألوان» كونه قد ولد مصابا بعمى الألوان، إلى أن ساعدته التقنية المتطورة على التعرف على الألوان عبر جهاز ثبتت شريحة منه داخل رأسه لتعينه على تمييز الألوان بتحويلها إلى نغمات وموجات صوتية، ومن ثم فهو قادر على تحويل الألوان إلى تعبير موسيقي.

هاربسون، الذي يرى في دبي وجهة مثالية لعرض ترجمته للألوان بنغمات خاصة وذلك بسبب مبانيها الرائعة التي تعكس تنوعها الثقافي ما يخلق لوحة ألوان خاصة تكشف عن سمات المدينة، قام خلال مشاركته في فعاليات المهرجان بتأليف مقطوعة موسيقية بعنوان «سيمفونية ألوان دبي»، وهي المرة الأولى التي ينتج فيها هاربسون عملاً موسيقياً بناءً على ألوان المدينة.

بالإضافة إلى كيرت وينر ونيل هاربسون، شارك في المهرجان مجموعة كبيرة من الفنانين العالميين مثل الهولندي ليون كيير، والبرتغالي سيرجيو أوديث وأول فنان صيني متخصص في الرسم ثلاثي الأبعاد كي زينغهوا والبرازيلي إدواردو كوبرا.

جائزة عالمية

في مبادرة مهمة تهدف إلى تطوير فنون الرسم ثلاثية الأبعاد، أطلق «براند دبي» خلال فترة انعقاد المهرجان جائزة دبي كانْفَس للرسم ثلاثي الأبعاد لتكون أول جائزة من نوعها في العالم، وتم اختيار «السعادة» لتكون الفكرة الرئيسة للجائزة التي تبلغ قيمتها 650 ألف دولار.