صرحت أمينة المكتبة البريطانية، زوي ويلكوكس، بأن مخطوطة لوليام شكسبير، تعد رائعة مسرحية مؤثرة، لمطالبتها بتخيل الناس لمعنى أن يكون الإنسان غريباً في بلد أجنبي، وتعكس نبوءة بأزمة اللاجئين اليوم. ومن ذلك المنطلق تعتزم المكتبة البريطانية إتاحة وصول الجمهور، رقمياً، لمخطوطة مسرحية «كتاب السير توماس مور»، وهي أحد نصوص شكسبير التي صور خلالها مطالبات توماس مور بمعاملة اللاجئين معاملة إنسانية، وتتسم بروابط «لافتة للاهتمام» مع أزمة اللاجئين في أوروبا اليوم. وتأتي المخطوطة، وهي مسرحية مكتوبة، كمساهمة للشاعر وليام شكسبير، إلى جانب 300 كنز أدبي جديد رقمنتها المكتبة، لتكون متاحة للجمهور على شبكة الإنترنت.
وذكرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن المشهد يصور تحدِّي السير توماس مور، مستشار الملك هنري الثامن، الذي كان وقتها عمدة مدينة لندن، للمتظاهرين المناهضين للهجرة، في العاصمة، ممن يدفعون الأموال لإلحاق الأذى باللاجئين.
عمد السير توماس لتذكير مفتعلي الشغب بأنه لو جرى نفيهم، على حين غرة، فإنهم سيضحون «غرباء» مستضعفين وبؤساء، أيضا. قائلاً خلال المسرحية:
«ستذلون الغرباء، وتقتلونهم، وتقطعون حناجرهم، وتستولون على منازلهم، ستضربون سلطة القانون بيد من حديد، للتتم معاملة اللاجئين كالكلاب..»،
وقتها، وجدت توترات متصاعدة بشأن طالبي اللجوء من أعداد المحتجين من البروتستانتيين الفرنسيين بعد اضطهادهم في وطنهم. وصرحت أمينة المكتبة البريطانية، زوي ويلكوكس بأنه من المدهش مدى اتصال الخطاب بالوضع الذي نعايشه حالياً. ويكمن الأمر المثير للصدمة بوقوعنا في الوضع ذاته، عبر أزمة اللاجئين في أوروبا، وأن شكسبير قد تناول الموضوع في أعماله سابقاً، حوالي عام 1604.
تم تكليف وليام شكسبير بوضع المشهد المؤلف من نحو 164 سطراً في منتصف المسرحية التي يهدئ فيها السير توماس المتظاهرين، ويعتقد بأنه لم يجرِ نشر المسرحية أو تمثيلها، على الإطلاق، بسبب المخاوف التي قد تحرض على الشغب.
الذكرى 400
يصادف عام 2016، الذكرى الـ 400 لوفاة وليام شكسبير، وتقوم العديد من المؤسسات بالاحتفاء به. وعمدت المكتبة البريطانية، خلال استضافتها معرضاً هاماً، لوضع القصاصة الباقية من المسرحية، بخط يد شكسبير، على شبكة الإنترنت، وهو أمر لقي أصداء مؤثرة.
وحالياً، يوجد النص الأصلي المكتوب بخط يد شكسبير في مكتبة «فولجر شكسبير» بواشنطن، على سبيل الإعارة، وهو واحد من أكثر من 300 نص رقمي، كجزء من معرض المكتبة البريطانية بعنوان «شكسبير في عشرة فصول»، والذي يفتح أبوابه بتاريخ 15 أبريل المقبل، في العاصمة لندن.