أحد أبرز المحاور المطروحة في الدورة السادسة لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، هو محور «ملف مصور»، وهي المرة الأولى التي تطرح فيها الجائزة محوراً رئيساً يتطلّب المشاركة بمجموعةٍ من الصور بدلاً من صورةٍ واحدة.
دعونا نعترف أن الخوص في غمار الموضوع المصوّر أصعب بمراحل من مبدأ الصورة الواحدة، إن الوصف البصري لمشهدٍ معين من خلال مجموعةٍ منتقاةٍ من الصور مهمة خاصة لا يستوعب تفاصيلها سوى المصورين المتمكّنين فنياً واسعي الثقافة والاطلاع والخيال أيضاً. من يتصدّى لها النوع من التصوير يجب أن يحوز على الحد الأدنى من المهارات السردية أيضاً، إذ إن المصور يروي قصةً يُفترض بها أن تكون شيّقة للجمهور، وأن تنت زع إعجابهم واهتمامهم منذ البداية وحتى النهاية التي يجب أن تُحبَكَ بطريقةٍ بصريةٍ مميزّة.
هذا المحور يختبر القدرات التخطيطية والأطر الفكرية للمصور الذي يهوى العمل على خططٍ مسبقة وهو في الغالب من النوع الذي لا يحب المفاجآت المصاحبة لعشّاق الصورة «المبهرة»، والتي تتطلّب سرعة بديهة خاصة بجانب الجاهزية العالية والوقت والمكان المناسبين.
إن القصة المحكيّة من خلال الصور لها تاريخٌ عريقٌ وماضٍ تليد وحضورٌ فريد في الذاكرة، فعلى مرّ التاريخ احتفظت الصورة بالتفوّق في الجاذبية القصصية على حساب السرد اللفظي وإن جاءت في العديد من المراحل كعاملٍ مساعدٍ له. وكان لها النوع من القصص أثرٌ كبيرٌ وعميق في تنشئة الأجيال وغرس القيم وتوضيح المفاهيم وتقويم السلوك.
إن مجموعة الصور لها قدرة أكبر ومساحة أوسع على إيصال المعنى وتعزيز التأثير المرجو على الجمهور، لذا فنحن نتوقّع أن يحظى هذا المحور باهتمامٍ خاص من المصورين. وبعيداً عن توقعاتنا فالمجال مفتوحٌ على مصراعيه لكل من يجد في نفسه القدرة على التعبير البصري المشوّق من خلال إطاراتٍ متعدّدةٍ تحوي بين زواياها تفاصيل مثقلة بالمعاني والرسائل والجماليات التي تسرق العين وتأسر القلب وتقنع العقل.
ونحن بدورنا نوجّه الدعوة للجميع أن يخوضوا التجربة من خلال ترجمة عشرات القصص التي تدور في محيطهم بتعبيراتهم الخاصة من خلال الكاميرا واختيار مجموعةٍ من الصور الملتقطة والتي تقدّم القصة في أزهى حُلَلِها والمشاركة في هذا المحور بـ5 - 10 صور خلال موعدٍ أقصاه 31 أكتوبر 2016.
فلاش
اكتشاف مساحات إبداع جديدة يُعرّفك بقدراتك أكثر
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
www.hipa.ae