بقيت مدينة بومبي مطمورة برماد بركان فيزوف 1600 سنة، قبل أن يتم اكتشافها في القرن الثامن عشر، أما التعرّف إلى هذه المدينة المسجلة على قائمة التراث الإنساني في اليونيسكو، فتطلب جولة استمرت أكثر من ثلاث ساعات، من قبل عشر طالبات من جامعة زايد..
وذلك يوم أول من أمس، خلال برنامج الرحلة التي ترعاها مدرسة الأعمال والمؤسسات الإيطالية، S.D.O.A، و«فاليو بارتنرز»، ضمن برنامج التبادل الحضاري بفصله الرابع، الذي وضعته مؤسسة انطونيو جينوفيزي ساليرنو، والتي ترصد تفاصيلها «البيان».
أروقة بومبي
بدأ بركان فيزوف بالثوران في ظهيرة 24 أغسطس عام 79 محدثاً سحباً متصاعدة من الدخان غطت الشمس، وحولت النهار إلى ظلام دامس. بهذا الحدث التراجيدي بدأ ماتيا بوندونو دليل سياحي رسمي معتمد في حكومة بومبي، بشرح تفاصيل دمار المدينة لفريق الرحلة، الذي حاول أن يجد لنفسه مكاناً بين الحشود، التي جاءت من كل أنحاء العالم للتعرف على بومبي.
وأضاف: قتلت الغازات السامة الناس، وفُقدت المدينة حتى عام 1748. وتم اكتشاف الضحايا موتى في أوضاعهم التي كانوا عليها. وأوضح: يظهر من خلال الآثار المكتشفة، أن حياة سكان المدينة التي بنيت نحو القرن 6-7 قبل الميلاد بأنه كانت حياة يسودها الغنى والترف، خلال فترة الإمبراطورية الرومانية.
وظهر هذا من خلال الجولة على ما تبقى من أروقة المدينة، حيث قدم بوندونو شرحاً عن بيتين لرجلين من أغنياء المدينة..
حيث اللوحات تزين الجدران، وتعكس الأساطير التي كانت منتشرة في ذلك العصر، منها لوحة تعبر عن أسطورة «نرسيس» أو لوحة تحكي قصة ميلاد فينوس، إلى جانب العديد من التماثيل، الموزعة في باحات البيوت التي انتصب على محيطها أعمدة «الماربل» وتوسطتها النوافير. كما كشفت غرف الطعام الصيفية أو العادية، عن عادتهم بتناول الطعام وهم مستلقون على الأسرة. عن هذا الترف قال بوندونو: كان الناس يتسابقون في إبراز مظاهر الثراء والحياة المرفهة.
تفاصيل
عند الانتقال إلى أمكنة أخرى من بقايا أحياء بومبي، كشف بوندونو عن تفاصيل متنوعة، مثل مزرعة كروم العنب، وساحة المدينة، التي احتوت العديد من بقايا تماثيل عملاقة، تجسد قناعاتهم بذلك العصر، مشيراً إلى أن الفنانين كانوا من الفئة العامة، إذ عرفت المدينة طبقتين، الأولى الشرفاء والثانية طبقة العامة. كما ظهرت في المدينة بعض العبارات التي كانت تبين أنها دعاية انتخابية، بينما بينت قاعات المحكمة تقاليدهم القانونية في ذلك الزمان.
لحظات أخيرة
بعنوان «بومبي - لحظات أخيرة»، أصدرت العام الماضي ماريا بيا بارافيا، كتاباً قالت عنه بنديتا بارافيا ممثلة عن مدرسة الأعمال والمؤسسات الإيطالية S.D.O.A، إنه عكس من خلال قصائد عدة اللحظات التراجيدية الأخيرة من بومبي. وأضافت: كرم الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتريلا الشاعرة عن هذا الكتاب، ومنحها ميدالية.
وتابعت: هذه اللحظات تشبه أي تراجيديا تحدث في التاريخ، فهي تشبه مأساة «تسونامي» في العصر الحديث. وأشارت إلى أن حساسية الشاعرة جعلتها تعبر عن حالات مختلفة لأناس موجودين في الحياة وقضوا في بومبي كأم وأولادها، ورجل وزوجته. ورأت أن العمل قد حقق النجاح لأن الشاعرة حساسة وترتكز على ثقافة واطلاع.
وقالت: يعتبر الكتاب جسراً للتواصل بين العصور القديمة والحديث في هذه التراجيديا، التي تعتبر قديمة متجددة.