استفاق العالم صباح اليوم على الخبر المحزن لوفاة أسطورة الملاكمة الأميركي محمد علي كلاي عن عمر يناهز 74 عاما بعد معاناته من أمراض في الجهاز التنفسي نقل على إثرها إلى مستشفى في فينيكس بولاية اريزونا يوم الخميس.
وُلد محمد علي باسم كاسيوس كلاي في ولاية كنتاكي بجنوب الولايات المتحدة.
بداية كلاي في عالم الملاكمة جاءت بمحض الصدفة حين كان في الـ12 من العمر، وحقق عدة ألقاب على المستويين المحلي والوطني وهو دون الـ18، ونال الميدالية الذهبية لأولمبياد روما الصيفية عام 1960 عن فئة وزن الخفيف الثقيل. وفي أكتوبر عام 1960 اتجه اللاعب إلى عالم الاحتراف، حيث خاض خلال السنوات الثلاث التالية 19 نزالا فاز فيها جميعا، من بينها 15 بالضربة القاضية.
كما حقق المفاجئة في فبراير عام 1964 بهزيمته لبطل العالم في الملاكمة -آنذاك- سوني ليستون، وفاز بلقب بطولة العالم لملاكمة المحترفين للوزن الثقيل للمرة الأولى، مسجلا حينها رقما قياسيا كأصغر ملاكم (22 عاما) يحقق لقب البطولة في هذا المضمار.
فاز علي بلقب بطولة العالم في الوزن الثقيل ثلاث مرات، ليعتنق الإسلام عقب فوزه بأول ألقاب العالم في عام 1964.
وكان كلاي أول ملاكم يحصل على بطولة الملاكمة في الوزن الثقيل لثلاث مرات متعاقبة.
وفي عام 1981 ، اعتزل علي الملاكمة بعمر 39 عاماً بعد أن فاز في 54 مباراة من أصل 61 لعبها. وبعد أربع أعوام من تقاعد كلاي أي في عام 1984، شُخّصت بداء باركنسون (الشلل الرعاش).
لم تكن الرياضة فقط هي جل اهتمام علي حيث كان ناشطاً في مجال الحقوق المدنية، وعرف بكتابته للشعر.
وفي عام 1999، توج علي بلقب "رياضي القرن"، كان يصف نفسه بـأنه "يطير كالفراشة ويلسع كالنحلة"، وهو صاحب أسرع وأقوى لكمة في العالم حيث تعادل قوتها حوالي 1,000 باوند.
وحين سئل كيف يحب أن يتذكره العالم قال "كرجل لم يبع شعبه أبدا. أو إذا كان هذا كثيرا فكملاكم جيد. ولا يهمني إن لم يذكر حتى كم كنت جميلا".
وانتهت مسيرة علي المهنية بهزائم في مواجهة لاري هولمز عام 1980 وتريفور باربيك عام 1981. ويعتقد البعض أنه كان يجب أن يتقاعد قبل ذلك بكثير.
وفي عام 1967 في قمة انتصارات علي في عالم الملاكمة، تم سحب اللقب منه بسبب رفضه الالتحاق بالخدمة العسكرية في جيش الولايات المتحدة أثناء حرب فيتنام اعتراضاً منه على الحرب شأنه شأن الكثير في ذلك الوقت. وكان قد تلقى دعما من الكثيرين في معارضته وقد تكبد الجيش الأمريكي خسائر كبيرة في تلك الحرب كما توقع.
تسبب رفض علي أداء الخدمة العسكرية في الجيش الأميركي أثناء حرب فيتنام بعرقلة مسيرته الرياضية لأكثر من ثلاث سنوات.