لم تعد الكتب في الزمن المعاصر تقتصر على الأكاديميين المتخصصين أو الأدباء، بل بات شائعاً أن تسمع بين الحين والآخر مبادرة أحدهم بإصدار كتاب خارج إطار الأدب، يتناول فيه إما تجربته الحياتية أو الفكرية. والعديد من هؤلاء وفي مقدمتهم الشباب الإماراتيون، حققوا نجاحاً وإن اختلفت نسبه تبعاً للشريحة التي يتوجهون نحوها.
الحياة علمتني
ومثال على ذلك مبادرة الشاب عمر البوسعيدي الذي أصدر مؤخراً كتابه الأول باللغة الإنجليزية وهو معني بتطوير الذات «Just read it» أي لمجرد القراءة. ويقول البوسعيدي في بداية لقائه مع «البيان» حول دوافع نشره للكتاب، «الحياة علمتني الكثير، وخضت العديد من التجارب والمحن التي أوصلتني إلى مشارف اليأس عدة مرات على الصعيد المهني والحياتي. ولزمن طويل كنت أحاول اكتشاف قدراتي الكامنة، وتسبب عنادي في تأخير مرحلة الكشف. بالطبع ساعدتني مجموعة من الكتب المتخصصة في الاقتراب من هدفي. ومن خلال قراءاتي، أدركت أن الجميع يحكي عن دروب النجاح دون أن تجد من يتحدث عن لحظات اليأس والانكفاء الداخلي».
«وعليه بادرت بإصدار هذا الكتاب الأشبه بكتاب الجيب لقراءته يوماً بيوم ومن أي فصل. ووضعت فيه خلاصة تجربتي، وأبرز الأولويات التي تساعد الشباب على تجاوز الكثير ومن الصعوبات التي تعيق تطورهم. واعتمدت فيه نهجاً يوازي إيقاع العصر، أي جملاً مختزلة مع رسومات وألوان حيوية».
كسر العادات
ينتقل البوسعيدي بعدها إلى الحديث عن مضمون الكتاب قائلاً: «يتمحور بالمجمل حول كسر العادات السيئة، لتضم كل صفحة محوراً جوهرياً في الحياة والذي يرتبط من قريب أو بعيد بالذكاء الوجداني والاجتماعي، كالتغلب على الخجل، الإصرار على إنجاز أي عمل نبدأ به، التخلي عن العناد والتشبث بالرأي، مواجهة الخوف، فتح مداركنا وآفاق تفكيرنا، والانفتاح على المغامرة والتجربة. كذلك إحاطة أنفسنا بدائرة من الأصدقاء الذين يمتلكون طاقة إيجابية».
ويحكي عن أصداء الكتاب بعد نشره قائلاً: «تم إصداره في العام الماضي بطبعة ورقية وأخرى إلكترونية، وبيع منه خلال ستة أشهر ثلاثة آلاف نسخة. وهو مطلوب من قبل العديد من الأفراد والشركات على حد سواء، نظراً لسهولة التفاعل معه في أي وقت ومكان».
جسر للغرب
ولدى سؤاله إن كان إصداره باللغة الانجليزية يحد من وصوله لشريحة أوسع من القراء في المنطقة، أجاب: «بالعكس النسبة الأكبر من الشباب تجيد اللغة الانجليزية وهي اختيارها الأول في القراءة، ومن جهة أخرى تساهم مثل هذه المبادرة في نقل أفكارنا إلى الغرب، وبالتالي تغيير فكرتهم النمطية التقليدية عنا، باتجاه تفكير المجموعة فيما يجمعها بدلاً من عوامل الاختلاف فيما بينها. وأي فخر أن يدركوا أن الكتاب لمؤلف إماراتي، إلى جانب كونه الإصدار الرقمي الأول لدار النشر الإلكترونية الإماراتية»سيل أونلاين".
يُذكر أن البوسعيدي يمتلك خبرة تزيد على 11 عاماً في عدد من الجهات الحكومية والخاصة في القطاع المصرفي، والسياحة، والتجارة، والاستثمار.
بيانات
الاسم: Just read it
المؤلف: عمر البوسعيدي
الناشر: سيل للنشر 2015
اللغة: الانجليزية
الحجم: 127 صفحة من القطع الصغير