يشكل الزخم واحداً من أبرز سمات العمل الفني في معرض الفنان الألماني روبرت دافيديان المقام في زي غاليري، تحت عنوان «سيولة الأرقام»، حيث تحفل لوحاته بتناغمات بصرية وقوة لونية عميقة الإحساس تتأرجح بين الظل والنور في أعمال تفيض بالمشاعر والانفعالات الجمالية والوجدانية.

انسياب الأفكار

الألوان الصارخة تتداخل بعفوية مع الألوان الترابية في تكوينات مدروسة، فمن خلالها يبني دافيديان هيكلية عناصر لوحته ويلقي بظلالها الشكلية بمؤثرات بصرية مختلفة، فالتنوع والغنى اللوني في 30 عملاً فنياً يعتبر سمة من سمات المعرض، فالفنان يتفاعل بحرية مع ألوانه وأعماله ويبحث في عوالم أكثر أتساعاً ورحابة. وحول تسميه المعرض بسيولة الأرقام قال دافيديان «أمنح معرضي هذا العنوان لأصور فيه انسياب الأفكار من أرقام وألوان ومؤثرات مع بعضها البعض وتدفقها بقوة كأمواج البحر». وأكد أنه أضاف إليها الراتينغ الصمغي كمؤثر ومزج بها المؤثرات الرقمية بألوان الأكريليك بعد أن صمم نموذجاً لكل عمل ثم طبعه، كما أضاف الرمل الملون كخطوة نهائية للعمل لتبدو وكأنها نهاية رحلة تلك الأمواج المتلاطمة على شواطئ الهدوء والراحة بعد عناء وسعي الإنسان في الحياة اليومية.

حيوية الألوان

لغة الفنان اللونية ورؤيته لموضوعه وتكويناته، هو ما يبرز واضحاً في المعرض الذي يستمر حتى نهاية أغسطس المقبل، والموزع على ثلاث مجموعات، استخدم فيها وسائط متنوعة منها: ألوان الأكريليك والجبس وأضفى عليها تأثيرات تقنية رقمية أو رمل أو لمسات الراتينغ اللامع، ومن اللافت في أعمال الفنان في المجموعة الأولى المزج بين قوة الأرقام وحيوية الألوان بالإضافة إلى تعدد العناصر والأشكال داخل اللوحة رغبة منه في إضافة رمزية بصرية، وقد استخدم في إنجاز هذه المجموعة صوراً فوتوغرافية ثم أعاد تصميمها على الكمبيوتر وطبعها على الكانفاس مستخدماً ألوان الأكريليك واضعاً الرمال الملونة والراتينغ اللامع.

تجربة غنية

تمتاز أعمال روبرت بالتعبير التلقائي المباشر وتصنف كجزء من حركة الفن التعبيري الجديد، فهو يهتم بالفكرة، ويتبع أسلوب خاص، ولديه تجربة غنية، كما يتجاوز بأعماله الحدود الفنية والفكرية التقليدية، وقد استكمل في مجموعته الثانية، رؤيته في التدفق عبر صور فوتوغرافية التقطها بدون أي تأثيرات أو تعديلات تقنية على الكمبيوتر، إذ عمل على إنجازها طوال 4 أشهر بتصوير أعمال المجموعة الأولى عبر أواني زجاجية ملآى بالماء لنقل إحساسه فيها من اللوحات إلى الصور الفوتوغرافيه، أما مجموعته الثالثة فقد أنجزها عبر 4 مراحل إبداعية، يصور فيها أعماله المرسومة فوتوغرافياً، ثم يعالج هذه الصور بعد نقلها إلى الكمبيوتر، ويركبها فوق بعضها البعض ثم يطبعها.

كوكب الأرض

أوضح الفنان روبرت دافيديان الذي اتجه أخيراً، إلى مجال الرسم والفن التشكيلي، بعد اعتزاله العمل في مجال السينما، إنه اختار لأعماله ألوان مفعمة بالحياة، وحاول فيها تجسيد الرؤية الصناعية للحياة بمؤثرات غير مرتبة، ويقول: «معظم الناس تحب ألوان الأزرق والأصفر ولذلك فقد ألجأ إليها لأنها تعطي مشهداً لونياً بديعاً لكوكب الأرض مثل البحار والشواطئ والرمال، كما أحب تركيب صور ورسومات مناظر البحر الطبيعية.