أكد الدكتور حنيف القاسم رئيس مجلس إدارة مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي أن منطقة الخليج تشكل منعطفاً تاريخياً للكثير من الحضارات، وانعكس موقعها الجغرافي في إضافة إيجابية لازدهار تلك الحضارات في مراحلها التاريخية.

وقال إن تاريخ الإمارات يعتبر واحداً من أقدم السجلات الوثائقية في المنطقة، موضحاً أهمية الحرص على القطع الأثرية والتراثية التي بذل الأجداد جهوداً كبيرة في جمعها، والحفاظ عليها ليتوارثها الأجيال والعمل على الإضافة إليها، ما يعزز مقومات هويتنا الوطنية.

جاء ذلك خلال زيارته متحف معبر الحضارات بقرية التراث بدبي، واستقبله خلالها الباحث أحمد المنصوري مؤسس ورئيس المتحف، حيث اطلع على مقتنيات وأقسام المتحف الذي يضم آثاراً نادرة تعبر عن التاريخ الإنساني خاصة منطقة الخليج.

ملحمة وطنية

وأضاف أن التراث التاريخي بمفرداته المتنوعة، الذي حرص عليه المؤسسون يجسد ملحمة وطنية للآباء والأجداد للمشاركة في بناء وتأسيس حضارات كانت شاهدة على عصور تميزت بالازدهار والريادة، مشيراً إلى أن تراث الأوطان يعكس ثقافة الشعوب ومقوماتها الحياتية.

وأكد أن قيادتنا الرشيدة تسعى إلى ترجمة هذه المفاهيم واقعاً ملموساً في تواصلها مع الشعوب وانفتاحها على العالم بهدف الاستفادة من التجارب المشتركة والناجحة، مؤكداً أن دولة الإمارات حققت الريادة في هذا الشأن.

وثمن القاسم مقتنيات المتحف المتنوعة والتي تعبر عن عصور حضارية متعددة وتم عرضها بأسلوب علمي رفيع المستوى يشكل إضافة ثقافية وتاريخية تعزز الوعي لدى الزائرين والسائحين والمهتمين بالشأن الثقافي والمتخصصين في هذا المجال معرباً عن تقديره لجهود مؤسس المتحف والقائمين على إدارته.

دور دبي

أحمد المنصوري مؤسس المتحف قال إن الدكتور حنيف القاسم اطلع على مقتنيات المتحف والتي تشمل ستارة باب الكعبة وهي ستارة نادرة لباب الكعبة الشريفة أرسلها السلطان العثماني سليمان القانوني الراعي الأول للثقافة في عصره، كما شاهد معرض المخطوطات الذي يحتوي على العديد من الوثائق التاريخية من بينها قسم الجغرافيا، الذي يضم الطبعة الشاملة لوصف مصر والمكون من 22 مجلداً الذي أمر بها نابليون أثناء الحملة الفرنسية علي مصر.

وأضاف المنصوري أن الدكتور حنيف شاهد مركز الوثائق الذي يعرض أهم الوثائق والكتب التاريخية والعلمية والسياسية والتقارير النادرة عن المنطقة والتي يهتم بها الباحثون والأكاديميون في مختلف المجالات، كما اطلع أيضاً على متحف الأسلحة القديمة الذي يوثق لزمن الاستعمار وعدم الاستقرار، كما يعرض المتحف أسلحة الاحتفالات ورياضة الفروسية والتي يعود بعضها للقرن السابع عشر.

ملتقى

«معبر الحضارات» متحف يوثق دور دبي والإمارات بصفة عامة ملتقى ثقافياً للحضارات التي تعايشت وتداخلت في ما بينها في سلام وتبادلت المقتنيات الأثرية، كما أن المتحف يعزز الأمل في توحيد الجميع من خلال العلاقات التاريخية والفنون ويجمع العديد من الحضارات.