الكثير من الجنرالات في العالم وفي العديد من المناسبات وصفوا الإمارات بـ«سبارتا الصغيرة» في إشارة الى دولة إسبرطة التاريخية التي كانت رمزاً للقوة في العالم اليوناني القديم.
ومن هنا اختار المخرج والمنتج الإماراتي منصور الظاهري، هذا اللقب عنواناً لفيلمه الوثائقي الذي قدم عرضه الأول والخاص صباح أمس في سينما رويال في «الخالدية مول» في أبوظبي، بحضور عدد من المسؤولين والوجوه الثقافية، ورصد الفيلم عبر 75 دقيقة، المواقف الإنسانية لدولة الإمارات العربية في العديد من دول العالم التي تشهد نزاعات وحروباً.
من التاريخ الإنساني
قال منصور الظاهري في حديثه لـ«البيان» إن موضوع الفيلم هو رسالتنا من الإمارات إلى دول العالم، وجميع المواد الواردة فيه موثقة، بهدف البحث عن الحقيقة. وأشار إلى أنه لغاية الآن لم يحدد موعداً ثابتاً لعرض الفيلم في الصالات المحلية. وأوضح: نخطط أن نشارك بالفيلم في مهرجانات محلية وعالمية.
وأشار إلى بعض التحديات التي واجهتهم منها الحرارة المرتفعة عند التصوير في منطقة جبل حفيت. وذكر أنهم اختاروا تقسيم الفيلم إلى ثلاثة أجزاء وهي «أنيمشن، وغرافيك، ومواد أرشيفية» بهدف تغطية الحقبات التاريخية التي يدور خلالها الفيلم.
9 أجزاء
أما الفيلم فقد وزع على تسعة أجزاء متتالية، حمل كل منها عنواناً خاصاً بدءاً من «بداية الكون» ومن ثم الخطيئة وفيه عرض لاختراع الأسلحة، التي تطورت فتسبب في مقتل العديد من الأبرياء.
وخص المنصوري في فيلمه قصة «سبارتا» المدينة الصغيرة في عهد الإغريق، والتي واجهت في العام 650 قبل الميلاد، غزو الفرس لها، واستطاعت الانتصار عليهم بقيادة ملكهم «ليونيداس» مع العلم أنهم كانوا 300 رجل بمواجهة 7000 رجل.
ليستمر من بعدها الفيلم بسرد موجز لفصول من التاريخ الإنساني، منها ظهور الإسلام، ورسالته حول العالم، وظهور «داعش» التي تقتل باسم الإسلام، والإسلام منها بريء.
الإمارات في العالم:
يبين الفيلم نشوء الإمارات كدولة تركز على التعايش المشترك، بغض النظر عن ديانة وجنسية المقيمين فيها، كما يبرز التطور العمراني والاقتصادي، منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ليستمر هذا الطابع المميز في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
ومن ثم يبرز العمل مهمات الإمارات كسفيرة للسلام في بيروت والكويت وكوسوفو وأفغانستان والعراق، وغيرها من الدول مستعينا بشهادة العديد من المسؤولين الذين شاركوا في المهام الخارجية، ليركز الفيلم في أجزائه الأخيرة على شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وعن حديث سموه إلى رجال القوات المسلحة الذين شاركوا في مهمات قتالية ضمن التحالف الدولي في الحرب ضد «داعش» وفي التحالف العربي في اليمن، كما يبرز جوانب من الزيارات التي قام بها سموه للجرحى من القوات المسلحة، وكذلك زيارته لأسر الشهداء، وفي كل مرة يظهر حماس الأهالي والجرحى للدفاع عن قضايا الوطن، بأغلى ما يملكون.
وما بين كل هذا يبرز الفيلم القدرات العسكرية والقتالية للقوات المسلحة وتطورها في هذا المجال على مستوى العالم، كما يبرز مشاركة المرأة في القوات المسلحة، مثلما هي مشاركة ومتميزة في مجالات عدة فيها تحمل الحقيبة الوزارية في أكثر من مجال.
75
تبلغ مدة عرض فيلم «سبارتا الصغيرة» 75 دقيقة موزعة على تسعة أجزاء، بعد أن تطلب 19 يوماً من التصوير، ويعتمد على قصة الراوي المتحدث بالإنجليزية، المترجمة إلى العربية، بينما ترجمت الشاهدات العربية إلى الإنجليزية.