يختلف المؤرخون على كثير من المعلومات المتعلقة ببناء الكعبة المشرفة، لكن هناك العديد من الحقائق التي استقروا عليها، لا سيما في مراحل الترميم التي جرت في تاريخها الحديث نسبيا.
ومن تلك الحقائق الاستعانة بمهندسين مصريين في بناء "قبلة المسلمين" وتصميم بابها، وتدعيمها من الداخل بأعمدة خشبية جلبت خصيصا من بورما (ميانمار حاليا).
فالكعبة، التي تتألف حاليا من 1614 حجرا، تم بناؤها نحو 10 مرات حسبما ورد في كتب التاريخ، حيث تضررت عدة مرات بسبب العوامل الطبيعية أو الحروب.
ويقول ابن كثير إن "الثابت لدينا أن أول من بناها إبراهيم عليه السلام"، ثم آل قريش قبل 5 سنوات من البعثة النبوية، ثم عبد الله الزبير عام 65 هجرية، وبعدها بعام بناء الحجاج، ثم بناء السلطان مراد الرابع عام 1040 للهجرة بعد سيل عظيم.
وكان السلطان مراد من السلاطين العثمانيين المعظمين لبيت الله، وأحضر الحجارة من منطقة الشبيكة القريبة من (لذلك تسمى أحجار شبيكية)، كما استعان بمهندسين مصريين كانوا وراء الشكل الأقرب للحالي للكعبة، واستغرقت عمارتها نحو 6 أشهر.
وفي عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود، تمت صناعة باب جديد للكعبة المشرفة، صممه المهندس المصري منير الجندي، وقد صُنع من الذهب حيث بلغ مقدار الذهب المستخدم فيه حوالي 280 كيلو جرام عيار 99.99.
أما في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، تم تغيير الأعمدة الثلاثة الخشبية التي صمدت لأكثر من 1200 عام قبل أن تتآكل بفعل الزمن، ضمن عملية ترميم شاملة أزيل خلالها سقف الكعبة وأعيد بناؤه ورممت أحجار متآكلة ودعمت الأرضية بالرخام.
وتم تغيير أعمدة الكعبة القديمة بأخرى جديدة من خشب "التيك" الصلب جلبت من بورما (ميانمار)، ويتميز هذا النوع من الأخشاب بثبات شكله بعد الاستخدام ومقاومته الشديدة للعوامل الجوية مثل الحرارة والرطوبة والماء.