حالة من الألم والمرارة امتدت جذورها في كل أنحاء الوطن بعدما اجتاح «الربيع العربي» المنطقة، انعكست ظلالها على المواطن البسيط، وانعكست إبداعاً على ريشة آمنة الحمادي، أول رسامة كاريكاتور سياسي إماراتية، التي اتخذت من ريشتها سلاحاً لكشف أكاذيب المتاجرين بالدين، وتسليط الضوء على تضحيات شهداء الإمارات البواسل، راسمةً في الوقت نفسه الجانب المشرق من الصورة لبلدها الإمارات التي تسودها مفاهيم التسامح والخير وينعم تحت ظلها كل مواطن ووافد على حد سواء.
عودة للوراء
تعود آمنة الحمادي إلى الوراء قليلاً قائلة: منذ الصغر وأنا أهوى رسم شخصيات فيها نوع من المبالغة، وفي الجامعة أسست معرضاً ناقشت عبر لوحاته قضايا الطلاب، لأعمل بعد تخرجي في مجلة «ماجد»، وتكون «أمونة المزيونة» إحدى الشخصيات التي اخترعتها، من أبرز الشخصيات الكرتونية، لأنني ببساطة أردت إظهار شخصية إماراتية تعبر عن العادات والتقاليد المحلية.
مواقف
تعرضت الحمادي خلال عملها للعديد من المواقف، إيجابية كانت أو سلبية. تذكر أنها التقت أميركياً يحمل شهادة الدكتوراه وأدهشه سقف الحرية الموجود لدينا وجرأة الطرح والأفكار التي نعرضها من دون الخوف من مقص الرقيب، وتعجب حينما وجد إماراتيات يحترفن رسم الكاريكاتور.
وتضيف الحمادي: حينما تطرقت لموضوع عاصفة الحزم في اليمن والدور الذي تقوم به الدول المشاركة فيها، وتحديداً الإمارات، بغرض حفظ السلام بالمنطقة، تعرضت لمضايقات، وتكرر الأمر حينما كشفت النقاب عن قضية الإرهاب والخطر الذي يأتي من ورائهم، ولكن هذه الأمور جعلتني أتأكد من أنني أسير على الطريق الصحيح، متحديةً من يرغبون في أن يعيش الناس دائماً في الظلام.
قضايا
ترى الحمادي أن أهم جزء في الكاريكاتور هو الفكرة التي يتمحور حولها، والتي يستلهمها الفنان من القضايا والأحداث التي تدور في المنطقة والعالم كله، وتدفعه إلى التعبير عنها، ثم يأتي الرسم خطوةً ثانيةً.
مشيرة إلى أهمية المسؤولية التي تقع على عاتق رسام الكاريكاتور، فالحرية المسموح بها - على حد قولها - ليس معناها أن تجرح في أحد أو تتعرض للدين أو حرية الفكر بطريقة غير لائقة، وإنما هي صورة بألف كلمة تختزل العديد من المعاني. مضيفةً أنها ترغب في الفترة المقبلة في إصدار كتاب يضم الكثير من رسومات الكاريكاتور السياسي.
نوافذ متعددة
شاركت الحمادي في الكثير من المعارض المحلية والعالمية، كمهرجان الكرتون في أبوظبي، ومعرض «التسامح العالمي» في مصر، مؤكدةً أن التقاءها الجمهور خلال هذه المعارض يفتح أمامها نوافذ متعددة، حيث تتمكن من معرفة انطباعاتهم عن عملها، وهل استطاعت توصيل الفكرة بالفعل مثلما كانت ترغب أم لا، إضافة إلى أن التواصل يخلق أفكاراً جديدة ويثري خبراتها العملية.