دق العلماء ناقوس الخطر تنبيها لمخاطر أحذية "الفليب فلوب" التي يرتديها الملايين عبر العالم في الشواطئ، والتي تضيع بسهولة بين الرمال وتسحبها المياه إلى المحيط مشكلة خطرا كبيرا على البيئة الحيوانية. 

وتشير التقارير إلى أن ما لا يقل عن ثمانية ملايين طن من هذه الأحذية المطاطية تدخل محيطاتنا كل عام.  وإذا لم نواجه هذه المشكلة بشكل عاجل فإنه بحلول عام 2050، ستكون نسبة المطاط والبلاستيك أكبر بكثير من نسبة الأسماك في البحار من حيث الوزن.

ونقل موقع "سي إن إن" عن إيرين سميث من مجموعة أوشن سول، لإعادة تدوير النفايات، قولها أن معظم النفايات التي تصل إلى مياه كينيا تأتي من آسيا والهند والصين، عن طريق تيار المحيطات عبر ساحل شرق أفريقيا، الذي ينجرف جنوبا  وتواصل بعض النفايات رحلتها إلى المحيط الهندي ومن ثم تصل إلى أمريكا الجنوبية.

وتقول إيرين أن "أكثر من ثلاثة مليار شخص عبر العالم يرتدون أحذية "الفليب فلوب" المطاطية في الشواطئ، وكثيرا ما تضيع بين الرمال أو في المياه، وتصل أطنانا منها إلى ساحل شرق أفريقيا.

وأوضحت إيرين أن شواطئ شرق أفريقيا باتت مكبا لنفايات العالم، إذ تستقبل مياهها ما يقرب من 90 طنا في السنة من نفايات البلاستيك والمطاط التي تجرفها التيارات.

وأضافت أن كينيا ليست معفية، فهناك عدد كبير من السكان يستخدمون هذه الأحذية ويتخلصون منها بطريقة سيئة، وقبل أن تصل إلى المحيط فهي تسبب مشاكل كبيرة فعلى سبيل المثال تسببت فردة حذاء من نوع "الفليب فلوب" مرة في سد إحدى إمدادات مياه الشرب في المنطقة. وفي المياه تتسبب هذه الأحذية في قتل الأسماك والحيتان التي تحاول أكلها كما تعيق وصول السلاحف إلى الشاطئ بعدما شكلت هذه الأحذية المتراكمة والمكدسة حاجزا يصعب اختراقه.

وأوضح العلماء أنه في كينيا كانت هناك شواطئ تستقبل العديد من الزوار لممارسة هواية الصيد ولكن في السنوات القليلة الماضية اختفت الأسماك بعدما حلت محلها نفايات المطاط والبلاستيك.

وتقول ماتيلدا ماتياس، وهي جامعة للنفايات في مؤسسة "بلو تيم" بمدينة واتامو أن المدن العالمية تستفيد من السياحة بكثرة زوار الشواطئ ونحن من جانبنا نستفيد ماديا من كثرة النفايات التي تصلنا من جانبهم إذ نعيد تدويرها ونصنع منها هياكل ومجسمات فنية وغيرها من المنتجات التي يصل عددها إلى مليون منتج سنويا.

وأوضحت ماتياس أن التماثيل والهياكل الضخمة التي تصنعها المؤسسة، هي تذكير لحجم الضرر الذي يتعرض إليه كوكبنا، وقد تم شحن هذه التماثيل لعرضها في أسبوع الموضة في روما في عام 2008، والمتحف الثقافي السويدي في عام 2010، وحديقة حيوان لندن في عام 2013.

وتقول إيرين سميث أن 700 شخص يعملون في مجموعة أوشن سول منهم فنانين ونحاتين، ولكن عملهم لن يتوقف أبدا في ظل استمرار تدفق النفايات.

وترى "أوشن سول" أنه حان الوقت للبحث عن حذاء شاطئ بديل عن "الفليب فلوب" المطاطي، وتقول أن منتجاتنا بحاجة إلى التطور وإلا فستقضي علينا في المستقبل القريب."