توافد عدد كبير من عشاق الفنون من مختلف الجنسيات والثقافات والأعمار لزيارة معرض «فنون العالم دبي» في يومه الثاني منذ لحظة افتتاحه فترة الظهيرة وحتى المساء.
واللافت في خصوصية المعرض لقاء الجمهور بالفنانين المستقلين والحديث معهم حول أعمالهم والتقاط صور تذكارية أو سيلفي معهم أو المشاركة في الأنشطة الأخرى، ما يشيع جواً من المرح والألفة بصورة عامة. ويقام المعرض تحت مظلة «موسم دبي الفني» في قاعة «آرينا» بمركز دبي التجاري العالمي.
ويتوجه الزائر في البداية إلى أجنحة الفن الياباني، ليغني معرفته بالمزيد عن روح الثقافة اليابانية العريقة خاصة أن مشاركتهم في هذه الدورة أوسع وأكثر مهنية حيث خصصوا ركناً يضم مطبوعات تضم تفاصيل عن أعمال الفنانين والفنانات الذين تجاوز عددهم 24.
بالطبع لم يكن يدرك الزائر أن توقفه في جناح الفنانة شيزو سوزوكي «1941» الذي يضم لوحات غنية بالرموز المثيرة للفضول، سيدفعه إلى التحليق في رحلة عبر ثقافة الآخر التي تضيف لفكره وروحه. تلك الرحلة التي تبدأ من الحديث عن أعمال سوزوكي التي جمعت فيها بين فنهم الكلاسيكي وهامش من روح العصر.
بخور «كودو»
والسؤال الأول الذي طرحه الزائر على ممثلة «جمعية اليابان للترويج» الجهة المنظمة لمشاركتهم، عن معنى الرموز المتكررة في جميع لوحات السيدات الوقورات بجلستهن والأشبه بمربع متداخل الخطوط كمتاهة. تقول جوري ميتا «تجمع الفنانة شيزو بين جمالية الفن وتركيب عطور البخور التي تدرسها. عطور البخور لها طقوسها الخاصة وتدعى «كودو» أسوة بجلسات الشاي. فجلسة العطر والشاي ليست للسمر وتمضية الوقت، بل للتأمل.
وتنشق عبير تلك العطور يساعد في تفتح الروح والارتقاء بالنفس وتصفية الفكر. ويعود تاريخ فن العطور إلى أواسط القرن 15 ميلادي، وكان جزءاً من طقوس الساموراي وطبقة النبلاء. وهذا الرمز الموجود في اللوحات، مرتبط بالبخور أما اختلاف الخطوط فيه فيعني تغير نسب تركيبة خلطته».
أحرف «كانا»
أما المحطة الثانية للزائر فمع هوسن ناكامورا إحدى أشهر الخطاطات في اليابان 1944، التي تكشف عن جانب جديد من ثقافة هذا الفن لديهم. تقول هوسن: «أنا متخصصة في كتابة أحرف «كانا» وجمالياتها تختلف تماماً عن نوعية خطوط شرق آسيا، فحروفها متصلة بانسيابية ويمكن تفريقها.
وأنا أكتب بأسلوب يدعى «شيراشي غاكي». ويتسع أفق معرفته مجدداً عندما يسأل عن معنى خطوط إحدى اللوحات حيث تقول: «ما كتبته مقتطفات أو كما تُعرف باليابانية باسم «واكا» وهي من مجموعة «هياكونين إيشو» التي تضم الأفضل من 100 قصيدة في اليابان».
فصول
وما إن يصل إلى أحد الأجنحة ويطالع مجموعة من اللوحات لسيدات بزيهن التقليدي الياباني، حتى يدرك أنه ارتحل إلى عوالم المسرح الياباني الدرامية.
ولا يملك الا الاقتراب والتمعن في كل لوحة والتشبع من جمالياتها ليعود إلى الوراء لرؤية أشمل، مستغرقاً في عمق اللون الزيتي والبراعة في التكوين وأناقة المشهد الذي يخرج من سذاجة محاكاة الواقعية، متأملاً جماليات كل تفصيل حتى يُهيأ له أن جوقة الممثلات تكاد تنبض بالحياة في كل لوحة.
أما الفنان فهو فوجيو أونو «1927» الذي يمضي يومياً ما لا يقل عن 10 ساعات في تجويد عمله، وتحمل مجموعة لوحاته اسم «الفصول الأربعة».
أعمال
تستمر رحلة الزائر إلى عوالم جديدة مع وصوله إلى المغزل والقطن المندوف في ركن أعمال فنية معاصرة من خامات وتقنية المشغولات اليدوية التي ابتكرتها الفنانة ميكا ياجيما 1965. تقول ميكا برقة كالحريرعن تقنيتها في العمل: «درست العمارة وعملت بعدها في الترميم، وخرجت بتصاميمي الفنية وتقنياتي من تجربتي في التخصصين.
فأنا أصمم تكويناً هندسياً يحمل جماليات بصرية تتجلى في تنوع الخامات التقليدية القديمة التي استخدمها، والاعتماد على التنافر والتناقض والتباين مستخدمة في مجموعتي هذه اللون الذهبي.