بعد غياب عن الساحة دام لفترة من الوقت، عاد النشاط ليدب في أوصال جمعية حماية اللغة العربية التي تتخذ من الشارقة مقراً لها، فالجمعية عازمة هذه المرة على المضي قدماً في عهد جديد، لا سيما بعد إعادة تشكيل مجلس الإدارة، وانتخاب الأديب بلال البدور رئيساً له، لتنطلق بذلك الجمعية إلى إعادة صياغة طريقة عملها، بحيث تضمن لها تواجداً دائماً وفاعلاً على الساحة، وأن يكون لها يد في دعم العديد من المبادرات الخاصة باللغة العربية.

اهتمام

واستعداداً للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، الذي يحل موعده بعد نحو شهر، كشفت الجمعية خلال مؤتمر صحافي، عقدته أمس، بحضور بلال البدور، ومحمد حمدان بن جرش نائب رئيس مجلس الإدارة، والدكتور علي عبد القادر الحمادي، مدير عام الجمعية، وعدد من أعضاء مجلس الإدارة، عن إطلاق مسابقتين جديدتين، تهدفان إلى تعزيز المخزون اللغوي لدى طلبة المدارس والجامعات، وتنمية مهارة الخطابة والإلقاء لديهم، بحسب ما أكده البدور خلال المؤتمر، والذي أشار فيه إلى أن مسابقة المخزون اللغوي تحتفي بالشعر العربي، في حين أن مسابقة الخطابة تعزز مهارة الإلقاء لدى الطلبة، مبيناً في الوقت نفسه، طبيعة التحديات التي واجهت الجمعية في سنواتها الماضية، وقدرتها على الصمود بفضل جلد وقوة القائمين عليها، موضحاً بأن الاهتمام باللغة العربية في الإمارات شهد تحولاً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، لا سيما مع إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مبادرة تحدي القراءة العربي، وكذلك إطلاق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لمجمع اللغة العربية.

5 قصائد

بلال البدور أشار في حديثه، إلى عزم الجمعية تفعيل تواجدها على الساحة مجدداً، من خلال إطلاقها لمسابقتين جديدتين لدعم اللغة العربية.

وقال: «المسابقات الجديدة مخصصة لطلبة المدارس والجامعات، واحدة لإثراء المخزون اللغوي، والثانية لتعزيز ملكة الخطابة والإلقاء».

وأضاف: «تحمل المسابقة الأولى اسم»المخزون اللغوي«، وهي لتمكين الطلبة من إثراء مخزونهم اللغوي، من خلال الاحتفاء بالشعر العربي القادر على تنمية هذا المخزون بمفردات جديدة»، وأوضح البدور في رده على سؤال «البيان» حول هذه المسابقة، والفئات المستهدفة منها، فقال إن «المسابقة تتطلب من الطلبة حفظ 5 قصائد مختارة تمثل عيون الشعر العربي، قوام كل واحدة منها 20 بيتاً، حيث تم اختيار قصائد للشعراء أبو البقاء الرندي، والبوصيري، والفرزدق، وحافظ إبراهيم، وحمد خليفة بوشهاب».

وقال: «هدف المسابقة الأساسي هو تأهيل جيل من الطلبة يعتز باللغة العربية ويتمكن منها، وإعادة الاعتبار إلى مهارة الحفظ باعتبارها أساسية في تكوين الطالب، إلى جانب دعم جهود وزارة التربية في تعزيز كفايات الطلبة في اللغة العربية»، منوهاً إلى أنه سيتم الإعلان عن الفائزين بالمسابقة خلال احتفال تنظمه الجمعية في 18 ديسمبر المقبل، سيقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بوصفه راعياً للثقافة والأدب، ونوه البدور إلى أن عملية التحكيم ستتولاها لجنة متخصصة في هذا الشأن.

ونوه إلى أن الباب مفتوح أمام طلبة الحلقتين الثانية والثالثة في مدارس الدولة، للمشاركة في المسابقة التي بدأت الجمعية الترويج لها خلال مشاركتها في معرض الشارقة الدولي للكتاب.

أما المسابقة الثانية، فهي تتمثل في الخطابة والإلقاء، وبين البدور أن أهمية هذه المسابقة في قدرتها على تحفيز الطلبة على اختبار قدراتهم في التعامل مع اللغة العربية، إلى جانب مساهمتها في تقوية الشخصية وكسر حاجز الخجل لديهم، فضلاً عن قدرتها على تقويم اللسان.

احتفاء

أعلنت جمعية حماية اللغة العربية، وفي إطار إعادة تفعيل عملها، عن بدء الاستعدادات للاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، وذلك من خلال تنظيمها لحفل سيقام في 18 ديسمبر المقبل، تحت شعار «اللغة العربية والتقنيات»، والذي سيكون أيضاً عنواناً لندوة علمية ستقام على هامش الحفل، كما سيشهد الحفل أيضاً تنظيم أمسية شعرية لم يكشف بعد عن تفاصيل المشاركين بها.