تضم إحدى قاعات جناح «ذاكرة الإمارات» الذي يمثل مشاركة الأرشيف الوطني لدولة الإمارات في المهرجان، شجرة عائلة آل نهيان، كما تحتفي بذكرى الشيخ زايد بن خليفة بن شخبوط آل نهيان (1836- 1909) والملقب بزايد الأول الذي يعد من أعظم حكام إمارة أبوظبي، حيث تولى الحكم من 1855 إلى 1909م ويبرز الجناح الإنجازات التي تحققت في عهده.
ازدهار أبوظبي
يشير تاريخ زايد الأول إلى أنه أصبح حاكماً للإمارة سنة 1855 خلفاً لابن عمه سعيد بن طحنون. وتسلم مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي بعد اجتماع كبار وأعيان قبيلة بني ياس وتمكن خلال فترة حكمه من أن يجعل من أبوظبي، قوة سياسية وعسكرية بارزة في ساحل عمان، ومن منطلق الوفاء لما حققه وأسس له الشيخ زايد الكبير، استعاد الأرشيف جزءاً من ذاكرة الوطن في هذه القاعة. بينما توثق «قاعة ليوا» بعدد من الأفلام الوثائقية والصور اهتمام القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالزراعة وتحويله رمال الإمارات إلى واحة خضراء.
كما يحتوي معرض الأرشيف على قاعة «زايد مسيرة تلهم الأجيال» التي تتحدث عن سيرة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان منذ ولادته في 1918 وحتى عام 2021م وكيف أسس دولة الإمارات الحديثة، ويكرس الجناح بأن ما تحقق الآن على أرض هذه الدولة ما هو إلا امتداد لتطلعاته ورؤاه المستقبلية.
قاعة الاتحاد
تحتفي قاعة الاتحاد بمسيرة الاتحاد ومراحل قيامه، بأكثر من طريقة منها المكتبة الصوتية الخاصة بالقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي تحتوي على مئات التسجيلات الصوتية التي تتطرق للعديد من القضايا العربية والعالمية.
وتستمر قاعات العرض بتعريف الزائر على مراحل التطور في الإمارات والتي كان التعليم من أهمها، إذ تستعرض «قاعة التعليم» مراحل تطور التعليم في الدولة بالصورة والوثيقة، منها ما يبرز صفوف دراسية قديمة، وهو ما يتيح المقارنة بين ما كان سابقاً، وبين ما توصل إليه التعليم الآن من تطور تقني وتكنولوجي. ويمكن للمترددين على المعرض أن يذهبوا برحلة افتراضية، عبر شاشات التفاعل الإلكتروني مع الزمن للتعرف على ماضي الإمارات وحاضرها، من خلال «الحصن الدائري» الذي يشكل إحدى زوايا المعرض.
صور نادرة
تتيح الصور للزائر الاطلاع على مسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان في العديد من المحافل الدولية، إلى جانب عدد من الصور النادرة التي تعد جزءاً من كنوز الأرشيف الوطني.
«البدية» يستعيد تاريخ أقدم مسجد
في ساحة المهرجان، يبرز مسجد البدية الذي شيده الأرشيف الوطني لدولة الإمارات، كنسخة طبق الأصل من مسجد البدية العريق الموجود في الفجيرة، والذي يعدّ أقدم مسجد في الإمارات، إذ بني في العام 1446م، بطراز معماري عثماني، واستخدم في بنائه العديد من المواد المحلية، مثل الحجارة المتراوحة الأحجام ما بين الكبيرة والصغيرة، المسماة «البازلت» كما استخدم فيها مادة الطين المحروق كمادة رابطة في البناء، وسقف المسجد بأربع قباب تستند على عمود وسطي واحد، بينما تحتوي قاعة الصلاة على محراب ومنبرين صغيرين.
ويهدف الأرشيف من بناء مسجد البدية، إحياء صرح عريق، من تاريخ الإمارات، وتعريف كل الزوار به وبأهميته التاريخية، ويتيح المسجد لجموع المصلين، التوافد إلى المسجد لأداء صلواتهم أيضاً خلال جولتهم في أروقة المهرجان.