تميز معرض التراث المغربي بظاهرة قلما نجدها في معرض أو فعاليات مماثلة، وتتمثل في حرص أعداد كبيرة من العائلات على زيارته والاستمتاع بالمعروضات التراثية والفنية وعروض الأزياء التي يتضمنها.

وفي المقابل تحرص اللجنة المنظمة للمعرض على تكرار فعالياتها يوميا لإشباع رغبة الزوار في مشاهدتها، وإن كان الإقبال يتزايد بشكل أكبر في عطلات نهاية الأسبوع الممتدة من نهاية دوام الخميس وحتى يوم السبت حيث يتوجه عشاق التاريخ بكثافة إلى مركز أبوظبي للمعارض الذي يحتضن فعاليات الاسبوع الممتد حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري بإشراف وزارة شؤون الرئاسة في إطار تعزيز ودعم العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة بالمملكة المغربية.

الحنين للوطن

قالت أم زايد (مغربية مقيمة بالإمارات) إنها حرصت على الحضور لزيارة المعرض مع أطفالها الأربعة من أجل تعريفهم بحضارة بلادهم ولأنها اشتاقت لوطنها وتريد أن تقترب هي وأولادها من تراثهم وحضارتهم عبر مشاهدة المعروضات والمنتجات التراثية التقليدية والحرف والمهن اليدوية التي تتميز بها المغرب بالإضافة إلى تشجيع أبناء الإمارات والمقيمين بالدولة على زيارته والوقوف على التراث المغربي الأصيل الذي لا يتواجد في أي مكان أو دولة أخرى.

تنوع حضاري

وأكدت مريم لعشير (مغربية مقيمة بدبي) أن الحضارة المغربية مميزة ومتنوعة حيث تضم الصناعات والحرف والأزياء والملابس التقليدية والمطبخ المغربي العريق بأكلاته الشهية المعروفة عالميا وكذلك الأواني الفخارية التي تعكس ملامح التاريخ والتراث المغربي القديم مشيرة إلى أن المغرب فرصة جيدة لكل من لم يزر المغرب من قبل للتعرف على ثقافته وتراثه وبالتأكيد فانه سيقوم بزيارته لان المعرض يجعله متشوقا للقيام بهذه التجربة.

تقارب

وقال مبارك بخيت (إماراتي موظف بالشارقة) إنه أتى من إمارة الشارقة مع أسرته وأبنائه«ندا 10 سنوات وعيسى 8 سنوات وماجد 6 سنوات ومريم سنتان» في عطلة نهاية الأسبوع خصيصاً لمشاهدة المعرض والتعرف على التاريخ والحضارة المغربية التي لطالما سمع عنها.

وأضاف إن المعرض أعجبه جدا منذ دخوله من البوابة الرئيسية التي تشعرك بان داخل احد القصور المغربية القديمة من خلال بوابته التاريخية الضخمة مؤكداً أهمية المعرض في تقارب العلاقات الإماراتية المغربية وزيادة الأواصر بين الشعبين واللحمة بين البلدين مشيرا إلى انه حرص على وجود أبنائه لمشاهدة تراث أصيل لبلد عربي. وقالت أم راشد (مواطنة) إنها جاءت بصحبة أبنائها راشد وآمنة ومحمد لمشاهدة الحضارة المغربية والتي تعرفت على جانب منها أثناء مرافقتها لزوجها لدراسة الدكتوراه هناك مشيرة إلى أن المعرض جعلها تشعر وكأنها في المغرب الذي يتميز شعبه بالطيبة ومسالم جدا ذو عادات وتقاليد أصيلة.

وأضافت إن فكرة المعرض جيدة ويجب على القائمين عن المعارض بالدولة أن يفكروا في إقامة معارض مماثلة لجميع الدول لإعطاء المواطنين والمقيمين فكرة عن حضارات وتراث الدول التي يتواجد أبناؤها بالدولة.

شعب راقٍ

وقالت هدى موعد التي جاءت من فلسطين لزيارة ابنتها علا كبرا وطفلتها ليان كبرا إنها سمعت عن إقامة المعرض المغربي أثناء تواجدها بالدولة لزيارة ابنتها وطلبت منها أن يتوجها سويا لزيارته والتعرف على التراث المغربي الأصيل مشيرة إلى أن المعرض أنيق وكلاسيكي في تصميمه وطريق عرض المقتنيات والتحف والحرف اليدوية وطريق عرض الفرق الموسيقية والغنائية والتي تعكس تاريخ وحضارة شعب راق. وأكدت أهمية المعارض في تشجيع السياحة بين الدول ونشر الثقافة والتراث للآخرين للتعرف عليه مشيرة إلى ضرورة أن تكون هناك معارض مماثلة لجميع الدول في الإمارات مثل فلسطين وسوريا والأردن ومصر وغيرها.

نافذة جديدة

وقال مصطفى خالد محمد موظف إماراتي إن المعرض نافذة جديدة لنتعرف من خلالها على بلد عزيز علينا في الضفة الأخرى من القارة الافريقية وهو بمثابة إضافة جديدة عن الثقافة والملابس والمأكولات المغربية التي لم يكن الكثيرون يعلمون عنها الكثير إلا من خلال القراءة فقط مشيرا إلى أن المعرض يتميز بانه يجمع بين الأصالة والمعاصرة من ناحية التصميم الرائع وهندسة البناء وما يضمه من معروضات والانفتاح على الحضارة.

عضوات جمعية وملتقى سيدات أبوظبي يتفاعلن مع الحدث

حرصت جمعية وملتقى سيدات أبوظبي على المشاركة في المعرض التراثي المغربي ضمن أنشطة وفعاليات الجمعية الاجتماعية والثقافية على زيارة وفد من سيدات الجمعية بدعوة من المكتب الإقليمي الوطني المغربي للسياحة في الدولة في إطار العلاقات الوطيدة بين المملكة المغربية والإمارات وللتعرف على الثقافة والتراث والحضارة المغربية العريقة.

وقالت ابتسام سمحان عضوة الجمعية إن عضواتها من جميع جنسيات العالم وتم تأسيسها قبل نحو 33 عاما وتمارس أنشطة اجتماعية ورياضية وثقافية بالاعتماد على تخصصات عضواتها المختلفة حيث توجد الطبيبة والمهندسة والمحامية والمدرسة والمحاسبة وغيرها من المهن واللاتي يعتمد عليهن في ممارسة جميع أنشطة الجمعية.

وأضافت إن عدداً من العضوات قمن بزيارة إلى المعرض في إطار العلاقات والنشاط الثقافي والفني للجمعية للتعرف على ما يحتويه من أنشطة ثقافية وتراثية وفنية والوقوف عن قرب على تاريخ وحضارة المغرب الشقيق والتي تعد محل فخر واعتزاز للعرب جميعا بامتلاكها هذا التراث الفريد المتميز مشيرة إلى أن الوفد لاقى حفاوة كبيرة من جانب القائمين على المعرض واستمتع بمشاهدة الحرف اليدوية من مصنوعات تراثية وملابس تقليدية والمطبخ المغربي الشهير.

وأوضحت أن الوفد سعد كثيرا بما شاهده من تحف فنية وجوانب الحياة اليومية المغربية من خلال جناح المتاحف الذي يضم العديد من الآثار والتحف التي تعود إلى قرون من الزمان والتي تشكل تاريخ المغرب الشقيق مشيرا إلى أنهن تعرفن كذلك على الأزياء المغربية التقليدية وخاصة القفطان المغربي وشاهدوا عرض أزياء قدمته عارضات مغربيات للقفطان الحديث المتطور الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة وبألوان جميلة تعكس روح الثقافة المغربية.

الحياة القديمة

وقالت رنا بشتاوي عضوة الجمعية إن المعرض نقل لنا في أبوظبي والإمارات الحياة القديمة في المغرب للتعرف على تراث هذا البلد الشقيق الواقع في أقصى شمال القارة الأفريقية البعيد عنا ولكن المغرب قربه لنا وسيجعل الكثير من الزوار يفكرون في زيارة المغرب للتعرف اكثر عليها وعيش هذه التجربة على الواقع خاصة انه تراث يتميز بالعراقة ومختلف عن حضارات الدول العربية الأخرى.

وأكدت أنها سعدت مع عضوات الوفد بالاستماع إلى الموسيقى والأغاني المغربية الأصيلة من خلال فرق فنية وموسيقية شعبية ومطربين يقدمون اغاني التراث التي لا تزال محافظة على شكلها والتي تعكس التراث الموسيقي لشعب المغرب الشقيق بالإضافة إلى المديح والأغاني الحديثة والتي أضفت جمالا وألقا خاصا على المعرض.

موسيقى الكناوة

من الفرق الشعبية التراثية التي حرصت اللجنة المنظمة للمعرض على تواجدها فرقة مصطفى باقبو التي تقدم موسيقى وأغاني الكناوة التي تشتهر بها مدينة صويرة المغربي.

وقال باقبو صاحب الفرقة نقدم أغاني صوفية ومدحاً للرسول عليه الصلاة والسلام والفرقة موجود منذ فترة طويلة، ودخل هذا اللون إلى المغرب مع المستقرين منذ عهد مولاي إسماعيل مشيرا إلى انه منذ ربع قرن، تقريباً، والاهتمام يتزايد بموسيقى «كناوة» المغربية تحوّل هذا النوع الموسيقي من تقليد غنائي هامشي للزنوج المغاربة ينحصر نشاطه في الزوايا الدينية وبعض، إلى ظاهرة موسيقية حيّة ألهمت أجيالاً جديدة من الفنانين المغاربة والأجانب.

وأضاف إن الظاهرة ازدادت تألّقاً، واكتست بعداً عالمياً مع إطلاق «مهرجان كناوة» السنوي في مدينة الصويرة، واهتمام كثير من الموسيقيين الأجانب المعروفين، القادمين من عوالم «الجاز» و«البلوز» و«الروك».

جبال أطلس من معالم المغرب السياحية

تمتد سلسلة جبال أطلس بقممها العالية من المغرب حتى تونس الخضراء، مرورا بالجزائر حيث تقسم الجزائر إلى قسمين شمالي وجنوبي، وهذه الجبال أحد المعالم في البلاد العربية، فهي تمثل الحاجز بين الصحراء الكبرى ومدن الساحل على البحر الأبيض المتوسط.

وهذه السلسلة من الجبال تصل قممها إلى ارتفاعات عالية جدا، بل إن هناك مناطق في هذه الجبال تتكون عليها كتل ثلجية، وتقام عليها سياحة ورياضة التزلج لمن يرغب في الانتقال بين منطقتين مختلفتين في المناخ، حيث تكون الصحراء الجافة على بعد مائة كيلو متر فقط من منطقة الثلوج والتزلج.

وهناك رحلات سياحية منتظمة، تنقل السياح من مدينة مراكش إلى المناطق الساحلية عبورا لهذه الجبال، ليستمتع السائح باكتشاف كنوز المغرب الطبيعية، فالشلالات، والينابيع، والقرى المتناثرة على جنبات الجبال في طبيعتها.