تشهد دبي مطلع العام المقبل عرضا ملحميا دراميا ضخما مستلهما من قصائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله،  وذلك في المرة الأولى الذي يشكل فيها الشعر أساسا لعمل مسرحي بهذا الحجم حيث من المنتظر أن يكون العرض من أكبر العروض المسرحية في المنطقة على الإطلاق. 

وقد تم الاتفاق بين "براند دبي" الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي و"الرحباني" لتقديم العمل الكبير الذي سيحمل عنوان "الفارس" في شهر يناير من العام 2016 حيث من المنتظر أن يمثل العمل قيمة كبيرة كإضافة مهمة للمشهد الثقافي الإماراتي، وانجازا جديدا يضاف إلى سجل انجازات دبي في المجال الإبداعي ضمن مساراته الأدبية والفنية والفكرية المختلفة. 

وقع الاتفاق كل من منى غانم المري المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي ومروان الرحباني رئيس ومدير شركة "الرحباني للإنتاج" على حشد كافة الإمكانات اللازمة لتقديم هذا الإنتاج الضخم في أفضل صورة ممكنة وبما يتناسب مع قيمة الموروث الثقافي الإماراتي خصوصا والخليجي بصورة عامة إذ يحتفي العمل بالقيم السامية المميزة لتلك الثقافة والتي يشكل الشعر ركنا مهما من أركانها.
 
وقد تم استلهام الفكرة الرئيسة لملحمة "الفارس" ومجمل أحداثها من مجموعة من أروع قصائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ويعكس فيها سموه العديد من القيم النبيلة التي تميز الفارس العربي مثل حب الوطن والتفاني في سبيل سعادة أهله وضمان سلامتهم وتحقيق أمنهم وراحتهم والشجاعة والإقدام التي تعتبر من أهم صفات الفروسية إلى جانب الإخلاص والوفاء وغيرها من الشيم السامية التي طالما احتفت بها أشعار سموه وتم تضمينها بعناية في خط درامي ملحمي متكامل سيأتي مدعوما بأحدث تقنيات الإبهار البصرية والسمعية لتتضافر تلك العناصر في بناء تجربة إبداعية بالغة التميز. 

وحول قيمة وأثر هذا العرض المسرحي الفريد أكدت منى غانم المري أن العمل يحمل رسالة سامية تقدم رؤية خاصة من خلال مجموعة رائعة من قصائد الشعر التي صاغها بعناية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بينما تتزايد أهمية هذا العمل كونه يأتي في وقت تموج فيها المنطقة العربية بالعديد من التحديات التي توجب علينا التذكير دائما بارتباطنا بتراثنا وثقافتنا وقيمنا الأصيلة التي تشكل مجتمعة مقومات مهمة تعزز من قدرة أهل المنطقة على دحض تلك التحديات.  

وأكدت المري أن اختيار "الرحباني للإنتاج" لتقديم هذا العمل الملحمي الضخم يعود لتاريخ الشركة وانجازاتها المتميزة وما لها من باع طويل في مجال الإنتاج المتميز في ضوء الخبرة الكبيرة والتاريخ الطويل الذي يحمله الفنان مروان الرحباني الذي تمكن بحنكة وبراعة من تقديم تصور متكامل يدمج أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في سياق درامي محكم يخدم ببراعة في إبراز القيم السامية التي يرمي العمل إلى تأكيدها والاحتفاء بها ومنحها زخما جديدا في قالب إبداعي متميز يؤصلها ويرسخها في النفوس. 

من جانبه أعرب مروان الرحباني عن سعادته بالتعاون مع "براند دبي" في تقديم هذا العمل الذي وصفه بأنه من أهم الأعمال التي شارك فيها على مدار مشواره الفني الطويل مؤكدا بالغ اعتزازه بالمشاركة في تنفيذ هذا المشروع الفني الكبير لاسيما وأنه مستوحى من أشعار قائد عظيم بقدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

وقال إن ثراء القصائد وقوة معانيها كان مصدر إلهام حقيقي ووازعا قويا على تقديم عمل متميز بكل المقاييس سيكون علامة فارقة في تاريخ المسرح الغنائي العربي من حيث المشهدية والموسيقى الكبيرة.
 
وتقدم المسرحية شخصية " فارس" وهو شاعر وقائد يتسم بالقوة والشجاعة والكرم وصدق المشاعر والصبر في مواجهة التحديات وعدم التردد في مواجهتها بينما تدور أحداث العمل في مكان وزمان افتراضيين ضمن ربوع العالم العربي ويركز على علاقة الفارس بطل العمل بتفاصيل حياته وأرضه والقيم التي يعملها في كل تفاصيل حياته ما يجعله فارسا اسما وفعلا.

ومن خلال أكثر من عشرين من أروع ما نظم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من قصائد تقدم ملحمة "الفارس" تجسيدا دراميا للمعركة الأزلية بين الخير والشر وتؤكد أن الغلبة لابد وأن تكون في النهاية للخير وذلك من خلال لوحات فنية مختلفة في "فانتازيا" رائعة ستوظف فيها كافة عناصر الإبهار البصري والسمعي باستخدام أحدث تقنيات العرض المسرحي التي ستساهم في خلق الأجواء الأسطورية التي تجري فيها أحداث الملحمة الدرامية.
 
وتعتبر "الفارس" إضافة مهمة للمشهد الإبداعي للإمارة وانجازا جديدا يضاف إلى سجل دبي في مضمار الإبداع الفكري والثقافي والفني حيث تحرص الإمارة التي طالما عرفت بكونها مركزا عالميا متطورا للتجارة والأعمال على الاهتمام بالمكون الثقافي في ملفها الحافل بالإنجازات إيمانا بقيمة الإبداع الإنساني كركيزة رئيسة من ركائز تطور المجتمع وتقدمه وكذلك الارتقاء بالذوق العام من خلال تقديم مبادرات ومشاريع وأعمال رفيعة المستوى وضمن مختلف ساحات الإبداع التي تبرز التجربة الإنسانية الفريدة وراء نجاحات دبي الاقتصادية.  

وتسهم التقنيات الحديثة التي سوف يتم استخدامها في مسرحية "الفارس" في إضفاء أجواء ملحمية قائمة على الصراع ومشاهد البطولات الفردية والجمعية وتقدم البنية الشعرية للعمل عناصر وخيوط متعددة لتستكمل الهيكل الدرامي بشكل مؤثر وموشى بألوان من طلاوة الأبيات الشعرية وروعة الخيال.