حذر الخبراء في الخدمات الطبية ببريطانيا من أنه في حال عجز الطب الحديث عن التغلب على مشكلة الجراثيم الخارقة المقاومة للمضادات الحيوية، فإنه سيتراجع، إلى مستواه في القرون الوسطى.

وحذرت دراسة حديثة من أن فهم عامة الناس لمصطلح المقاومة الحيوية يحيطه اللبس، إذ يخيل لمعظمهم بأن مقاومة المضادات تعني أن الجسم هو الذي يضطلع بالمقاومة، وليس العكس.

وأشار الخبراء البريطانيون إلى أن هنالك العديد من الحالات الطبية التي تستدعي استخدام المضادات، لكنها ولسوء الحظ بلا فعالية، وتفاقم المرض.

وقد وجهوا نداءً لتطوير مضادات جديدة، نظراً لقلة فعالية العقاقير الحالية. وأوردت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عدداً من العلاجات التي تسلك النهج ذاته، أولها علاجات السرطان التي تسهم في تقليل مناعة الجسم، وتعرضه للإصابة بالعدوى. وتتمثل إحدى مشكلات مقاومة المضادات في إهمال المرضى لاستكمال جرعات الدواء، لأن أجسامهم تكون قد تماثلت للشفاء، وهو سبب معقول يبرر عودة المرض.

كما أن ذلك قد يكون عاملاً رئيسياً لتطوير العدوى المقاومة للأدوية. وتأتي الدراسة بعد توقع دراسة أخرى أن جيلاً جديداً من الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية قد يقتل ما يصل إلى 80 ألف شخص دفعة واحدة في بريطانيا وحدها.

وحذرت الدراسة من أنه في السنوات المقبلة، ستصبح العمليات الجراحية خطرة للغاية، بسبب وجود خطر متزايد بالعدوى، لدرجة أن الإصابة بالأنفلونزا يمكن أن تصبح في غاية الخطورة، ما يعيد الطب الحديث إلى القرون الوسطى، أي قبل عهد اكتشاف المضادات الحيوية.