أكدت وزيرة الدولة الفرنسية المكلفة بالفرنكوفونية والفرنسيين بالخارج يمينة بن قيقي، عن التزامها بدعم السينما في دول المغرب العربي، ومنها السينما التونسية لدى المؤسسات المتخصصة الفرنسية المتخصصة في دعم الفن السابع.
وقالت بن قيقي انها ستعمل على تطوير اتفاقيات التعاون الثنائي في مجال الانتاج السينمائي بين تونس و فرنسا، وحثّ مهرجان كان الدولي على مزيد الانفتاح على إنتاجات الفضاء الفرنكوفوني، ولا سيما المغاربي منه.
وأشارت الوزيرة الفرنسية خلال لقاء إعلامي مع عدد من الفنانين و اعضاء المجلس الوطني التأسيسي الى ارتفاع سعر الكتاب في بعض الدول ذات القدرة الشرائية المتدنية، ودعت الى إيجاد حل يساعد على تكريس اللغة الفرنسية كلغة إقتصاد و تضامن متحرّرة من الارث الاستعماري، وكانت بن قيقي حلّت بتونس للمشاركة في فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان أيام قرطاج السينمائية بصفتها مخرجة سينمائية، كما التقت عددا من المسؤولين التونسيين من بينهم رئيس الدولة المنصف المرزوقي، ورئيس الحكومة حمادي الجبالي بصفتها الحكومية.
حيث تحدثت معهم عن مشروع دعم حضور اللغة الفرنسية بعد تراجع مستوى إتقانها في الدول الفرنكوفونية ، مما دفع بحكومة باريس إلى تخصيص 100 ألف مدرّس فرنسي للقيام بدورات في الدول ذات المنحى الفرنكوفوني.
مقاربات فرنسية
وأشارت بن قيقي بعد لقائها بالرئيس المرزوقي أنّ زيارتها لتونس تأتي في سياق توثيق العلاقات الثنائية بين البلدين، معتبرة أن لفرنسا اليوم مقاربة جديدة للفرنكفونية تعتمد أساسا على تعميق التعاون الثقافي والأكاديمي واحترام خصوصيات الشعوب وهويتها، وهو ما سيساهم في نحت نمط مميّز للعلاقات داخل هذا الفضاء الفرنكفوني يقوم بالأساس على مبدأ الشراكة والمساواة.
و قبل تونس، طرحت بن قيقي في الجزائر قضية النشر و التوزيع و وعدت بالعمل على إعادة نشر كتب مؤلفين جزائريين ناطقين باللغة الفرنسية سبق نشرها في فرنسا ، و قالت « من الضروي التفكير بجدية لايجاد حلول تقنية و مالية تمكن الناشرين الفرنسيين مـن بيع حقوق النشر الخاصة بمؤلفين فـرنكوفونيين جزائريين حتى يتم نشر كتبـهم فـي الجزائر، و أعربت عن أملها في أن تـصبح مؤلفات على غرار كتب محمد ديب متوفرة في الجزائر و بأسعار معقولة».
سينما مبكرة
تروي يمينة بن قيقي أن والدها كان ضد توجهها المبكر للعمل في المجال السينمائي، مما دفع بها الى مغادرة منزل الاسرة ، الامر الذي تسبّب في طلاق والديها، و زواج أمها بعد ذلك من رجل يهودي أنجبت منه بنتين ، و لم تلتق يمينة لوالدها من جديد إلّا في العام 2001.
وعندما نالت يمينة شهادة الباكالوريا (الثانوية العامة) اتجهت لدراسة السينما، ثم عملت بعد تخرجها كمساعدة للمخرج الفرنسي جاك دانيال، ثم بدأت في تأسيس شركة «باندي بروديكشن» بالاشتراك مع المخرج الجزائري رشيد بوشارب، و في العام 1964 قدمت يمينة بوقيقي شريطها السينمائي التسجيلي « نساء الاسلام » ثم فيلم « ذاكرة المهاجرين : تراث المغرب » بتكلفة جملية للانتاج بلغت آنذاك 50 مليون فرنك سويسري، و قد استغرق تصوير الفيلم ثلاثة أعوام أجرت فيها 350 مقابلة مع مهاجرين في جميع أنحاء فرنسا ، و في يناير 1998 تم عرض الفيلم ليلقى إشادة النقاد و الجمهور.
وقدمت يمينة بوقيقي ثمانية أفلام من أخراجها، فيما تولّت كتابة خمسة منها من بينها «عائشة» و«الاحد إن شاء الله»، الذي شاركت به في مهرجان القاهرة السينمائي في العام 2001.
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اختار يمينة بن قيقي ذات الأصول الجزائرية العربية المسلمة من بين ثلاثة وجوه تعود جذورها الى دول المغرب العربي، لتتولى حقيبة وزير دولة في الخارجية الفرنسية مهتمة بالفرنكوفونية والفرنسيين بالخارج.
مسار
ولدت يمينة في مدينة ليل الفرنسية في العام 1957، وكانت الأخت الكبرى لست أخوات، تقول عن نفسها إنها كانت طفلة هادئة لأسرة جزائرية تعيش في بيئة إسلامية محافظة، و في الثالثة عشرة من عمرها قرّرت أن تكون مخرجة سينمائية، و تتذكّر يمينة طفولتها و تقف طويلا عن تجربة والدها السياسية، حيث كان زعيما في حركة التحرير الوطني الجزائري، وتعرض للملاحقة الامنية للسجن في مناسبتين، إحداهما كانت في فرنسا عندما سجن لمدة ثلاتة أعوام، بعد أن تعرّضت الأسرة بكامل أفرادها للإقامة الجبرية.