نعمان" و"ملسون" و"عبلة" و"بدر" و"أنيس" وغيرهم، شخصيات جميلة ومميزة ارتبط بها الكثيرون منذ الصغر، ولا تزال تعيش في وجدانهم حتى اليوم، وبإطلالة جديدة، يعود المسلسل الكرتوني "افتح يا سمسم"، ليعيد تقديم هذه الشخصيات المحببة بشكل جديد ولمسات إبداعية جميلة، وهي المهمة التي يقوم بها عبدالله الشرهان، مبتكر شخصية "حمدون" الشهيرة، والمدير الإبداعي لبرنامج "افتح يا سمسم"، والذي يركز على تطوير الشخصيات لتواكب التطور التقني والبصري بعد سنوات طويلة من غياب البرنامج. الشرهان أكد في حديثه ل "البيان" أن الاستثمار في مجال صناعة الكرتون يعد ثقافة، يحتاج المستثمرون والمهتمون بمجال الطفل إلى فهمها، إذ إنه استثمار طويل الأجل، وهو استثمار في صناعة ثقافة أجيال المستقبل قبل كل شيء.
ملامح محببة
"البيان" تواصلت مع الشرهان، للحديث عن تفاصيل "افتح يا سمسم" وصناعة الشخصيات الكرتونية، حيث أكد الشرهان أن هناك عدة وسائل يستوحي من خلالها فكرة شخصيات مميزة، وقال: قد أصادف بعض أصحاب الشخصيات المميزة والملامح المحببة، فتتقافز إلى ذهني النسخة الكرتونية منها، وأشعر برغبة ملحة للرجوع لقلمي وأوراقي لتسجيل انطباعي عنها في كشكولي الخاص، والرغبة في مشاركة رسوماتي معها.
ولكن حتى لا يحدث ذلك ضيقاً لأحد، فهناك خيار أكثر أماناً، وهو الحيوانات، ليس بشكلها الخارجي ولكن بجوانب شخصياتها، وهذا أحد التمارين التي مارسناها في استحداث شخصيات عالم "افتح يا سمسم" الجديد، ومارسها مبتكرو شخصيات النسخ العالمية من البرنامج خلال السنوات الماضية. فعلى سبيل المثال، تم بناء شخصيتي الثنائي المرح "بدر" و"أنيس" وفقاً لخصائص شخصيتي "النسر الأميركي" و"القرد".
وأشار الشرهان إلى أن القائمين على "افتح يا سمسم" الجديد في طور التفكير بتطوير ثلاث شخصيات مقتبسة من النسخة الأولى من البرنامج منها "نعمان" و"ملسون" و"عبلة"، ثم تطور الأمر إلى ست شخصيات ما بين القديمة والحديثة، والآن ربما يستقر بهم الأمر على تقديم أربع شخصيات رئيسية خلال الموسم المقبل، تتراوح ما بين القديمة والحديثة إضافة إلى شخصية جديدة تظهر لأول مرة، وستكون لامعة جداً.
مراحل
وعن مراحل انتقال الشخصية الكرتونية من مجرد فكرة إلى شخصية نراها أمامنا على الشاشة، ذكر الشرهان أن صنع الشخصية الكرتونية يتكون من شقين، الأول يتعلق بالجانب الوصفي للشخصية، وأطباعها، والثاني يرتبط بالشكل الفيزيائي الخارجي، وقال: نحن في "افتح يا سمسم" نعتني بكلا الشقين، إضافة إلى شق ثالث مرتبط بمنهج "افتح يا سمسم" الأساسي، وهو تطوير محتوى مثبت بالأبحاث، ولذلك نسعى بعد تطوير عدة نماذج إلى اختبارها على عينة من الشريحة المستهدفة، وتقييم ملاحظاتهم وآرائهم، وتستغرق مثل هذه العملية 3 أشهر كحد أقصى.
وأشار إلى أن الشخصية الكرتونية تتيح الفرصة للتصرف خارج حدود المعقول، وتفتح أبواب الإبداع والخيال، وقال: من خلالها نستطيع المبالغة في كل شيء وتضخيم الانفعالات والتعبيرات إلى أقصى مدى، ما يجعله الوسيلة المثالية لمخاطبة شريحة واسعة من الجمهور على اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم.
وأضاف: بالنسبة لي، فالكرتون هو الوسيلة المثالية التي تتجاوز الحدود الجغرافية، وتلامس القلوب، وتصل من خلاله إلى الناس في بيوتهم.
تقييم
وعن تقييمه لمستوى الأعمال الكرتونية في الوطن العربي، قال: صناعة الرسوم المتحركة في العــالم العربي في تطور مستمر، لكن بسبب نقص الدعم لها وعدم الوعي الكافي من قبل المنتجين والمستثمرين بحجم تأثيره، يتم الانتقاص من قدره، واستغلاء الاستثمار فيه، الأمر الذي أودى بمنتجي الكرتون في الوطن العربي إلى تقليل التكاليف إلى أقصى حد، ولذلك تأثيره الواضح على جودة الأعمال المقدمة، وعلى فرصة منافسة الكرتون العالمي.
وأكد الشرهان أن مبتكر الشخصيات إذا كان يرغب حقاً في الاحتراف في مجاله، فيجب أن يوسع آفاقه وثقافته، ويقرأ كل شيء عن أي شيء لأن الشخصية ستحتاج إلى ملابس من طراز معين، وبيئة ذات نمط معين، وأدوات تستخدمها. وأنهى حديثه قائلاً: كاتب القصة قد يكتب قصة جيدة، لكن مبتكر الشخصيات قد يجعل القصة الجيدة تبدو ممتازة.
محاور رئيسية
تولت "شركة "بداية" للإعلام مهمة إنتاج المسلسل الكرتوني بشكله الجديد، وسيعرض قبل نهاية العام الجاري على عدة محطات محلية وخليجية وعربية، ويركز على عدة محاور رئيسية تدور حولها الحلقات، وهي الصحة والنظافة الشخصية والتغذية، الطفل والأسرة والعلاقات الاجتماعية، التعلم واللغة والإلمام بالقراءة والكتابة، الرياضيات والعلوم والإدراك، التفاهم والاحترام والاختلاف، والمواطنة والتراث الثقافي والفنون.