شهدت الجزائر، أول من امس، ميلاد أول فرقة للعصي العملاقة، وأتى ذلك إثر مبادرة قادتها جمعية «البليري» البارزة محلياً وأنتجت باكورة «الياسمين»، وذلك في

مدينة قسنطينة العتيقة (400 كلم شرق)، وكان العرض الافتتاحي لأول فرقة للعصي العملاقة بالجزائر في توليفة أطلق عليها مسمى «عصي الياسمين العملاقة لمسرح البليري»، وتفنّن 22 ممثلاً متمكناً من التعامل مع العصي في عرض إبداعاتهم.

فعاليات

هذا المشروع أتى في إطار فعاليات احتفالية «قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015»، وحمل بصمة المخرج الجزائري المخضرم «وحيد عاشور» الذي ابتكر سلسلة صور جميلة بألبسة تقليدية منوّعة تشرّبت من الثراء المحلي، على نحو مازج بين طبوع «القسنطيني» و«الأمازيغي» و«الشاوي» و«الطارقي»، وامتدّ إلى العصور القديمة زمن مملكتي روما ونوميديا.

تفعيل

وأبرز الفنان عبد الحكيم بوديسة رئيس جمعية «مسرح البليري» لـ«البيان» أنّ تفعيل عروض «العصي العملاقة» أتى ليحيي مسرح الشارع، ويستعيد تراثا اشتهر منذ القدم عبر ممارستي الصيد والحراسة، وأتى تطبيقها في الركح على الهواء الطلق ليسبغ جمالاً أخاذاً نال إعجاب الجزائريين، في انتظار ومضات خارجية مرتقبة.

من جهته، نوّه المخرج «وحيد عاشور» أنّ الهدف من فكرة العصي العملاقة هو إعطاء الثقة للإنسان، وهو ما ينقص بحسبه في بلاده، وهو ما حفّزه على إنضاج الفكرة التي طوّرها بغرض التميّز وكسر حاجز الخوف وترسيخ الارتباط بالعالم الخارجي عبر المشي بعصي يتراوح طولها بين المتر والثلاثة أمتار، وتابع محدثنا: «العصي العملاقة تسهم في انفتاح العقل بخلايا جديدة وتوازن جديد ينمّي الحس الإبداعي والارتباط بعالم آخر وبنظرة فوقية أخرى خاصة للفئات الصغرى».

نبذة

يملك مسرح البليري الذي تأسس سنة 1998، العديد من الأعمال والجوائز، وسبق له قبل أشهر أن افتكّ الجائزة الكبرى لمهرجان المسرح الفكاهي في حاضرة المدية (90 كلم جنوب)، كما نال درع الراحل «عبد الله غيث» في القاهرة، وعشرات الجوائز الأخرى عبر 35 مسرحية للكبار والصغار.